الحمد لله اني كنت من الناس القليلين جدا اللي عرفوا السبب من وراء انقطاع الكهرباء ، وعشان كده جاي النهاردة افشي لكم السر ، السبب يا سادة سياسي ، وفعلا الحكومة نجحت في خطتها واقنعتني هذه المرة حتي تكرهني في السياسة فأنا كمواطن عادي عندما تنقطع الكهرباء اصرخ بأعلي صوتي ..انا مش عاوز التيار المدني ومش عاوز التيار الديني انا عاوز التيار الكهربائي .. السبب الثاني في انقطاع الكهرباء وهو ايضا سياسي لأن حزب الحرية والعدالة زعلان شويتين من حزب النور عشان كده قطعوه ، وبناءا عليه اطالب بتغيير اسم وزارة الكهرباء والطاقة الي الكهرباء والشموع ، وبهذه المناسبة ارجو من اهلي وعشيرتي اللي يقولك صباح النور بلاش ترد عليه ترشيدا للاستهلاك ، ولا اخفيكم سرا اني اكتشفت في هاتفي المحمول ميزة جديدة وهي الكشاف ، اتصل بي صديقي المقيم بالخليج العربي ليشكو لي صعوبة حاله ، فالكهرباء احيانا تقطع عندهم ، قلت له مبتسما ونحن الكهرباء احيانا تأتي عندنا ، ايضا عاتبتني زوجتي عندما استيقظت من النوم فوجدت لبن اطفالنا رحمة وحسين وكريم قد أتلف بالرغم من انه محفوظ في الثلاجة ، فقلت لها ان الكهرباء كانت مقطوعة ،غضبت مني متسائلة لما لم توقظني وكنت سأتصرف ، قلت لها ضاحكا لا تغضبي فلن يفوتك مشهد الاعادة فهي ستنقطع بعد قليل ، وابقي اتصرفي بقا ، يعني من الاخر لو فاتك المرة الاولي اللي الكهربا قطعت فيها اصبح لديك الفرصة في اللحاق بالثانية ، نفس زوجتي تلك هي ايضا التي شكرت وزير الكهرباء الذي كان سببا في قضائنا ليالي رومانسية علي ضوء الشموع ، الموقف الثالث الذي استهواني كثيرا هو اسلوب صديقي الذي علق علي باب منزله من الخارج لافته كبيرة مخاطبا محصل الكهرباء .. لو كنت راجل وابن راجل دق الجرس أو مد ايديك علي الباب وخبط ، لو انت فعلا بطل طالبني بفاتورة النور ، انا مستنيك جوه ، المهم هنا ان مصر ولنا الفخر حطمت الرقم القياسي في حاجة جديدة تضاف لسجل انجازات الحكومة وهي تفوقها في عدد مرات انقطاع التيار الكهربي ، الناس هما كمان اسلوبهم اتغير ، الاول كنا بنسأل هي الكهربا قطعت كام مرة النهاردة .؟ ده الوقت بنستفسر هو النور جاء كم مرة .؟ كلمة اخيرة بوجهها للاغنياء ، بصراحة كده حسيتوا بالفقير اللي معندووش تكييف ولا مراوح لما الكهربا بتقطع عندكم .؟ وانت يا عم العاصي عاوزك تحس بظلمة القبر لما النور يغيب ، مش ها اطول عليكم من فترة بسيطة كده عملت مبادرة صغيرة في جمعية السواقي لتنمية المجتمع في الفيوم ، كنت بلف علي عواميد النور اللي مفهاش كشافات واروح ابلغ المهندس سيد شياكة ده مسئول الانارة في بلدنا عشان يركبها وبصراحة كان متعاون جدا ، لكن انا ده الوقت بفكر اعمل مبادرة تاني ياريت تساعدوني فيها ، انا ها أدور علي العواميد بردو لكن مش اللي ناقصها كشاف ، انا ها ابحث عن العواميد اللي منورة بالنهار وبتطفي في الليل وها ابلغ عنها ، ياريت كلنا نعمل كده .
