«مين هناك» ليست صيحة عسكرى الدرك القديم، ولكنها صيحة بخيت عسران، 47 سنة، أحد أهالى قرية البطحة التابعة لنجع حمادى فى قنا الذى ترك عمله فى السعودية وعاد إلى قريته، بعد تردى الأوضاع الأمنية فى القرية، وتكرار حوادث السرقة والقتل، مما أجبر الأهالى على تأمين أنفسهم، وبيوتهم ومواشيهم دون الاعتماد على الشرطة التى لا تأتى إلى القرية، يقول الأهالى: «ننام نهاراً، ونسهر ليلاً على أسطح منازلنا، مستعدين لمواجهة اللصوص بالشوم والعصى». بخيت عسران يقول: «تركت عملى فى السعودية، وعدت إلى أسرتى ب«البطحة» بعد تهديد البلطجية واللصوص للأهالى، وتعرض جيرانى لحوادث السرقة حيث سرق اللصوص بقرة وعجلا يقدر ثمنهما ب15 ألف جنيه منذ شهر، بالإضافة إلى سرقة جاموستين وبقرتين و6 عجول يصل سعرها إلى 100 ألف جنيه، بجانب تعرض السيد أحمد الشايب، مزارع، لسرقة 6 أبقار بلغ ثمنها ما يقرب من 60 ألف جنيه، وخايف يحصل حاجة لعيالى علشان كده قطعت سفرى، ورجعت أحمى بيتى وعيالى». بخيت أحضر «دكة» يجلس عليها أمام بيته، وشومة يضعها بين ذراعيه منتبها لقدوم أى شخص غريب فى ساعة متأخرة من الليل، ويصيح: «مين هناك»، ويتبادل ونجله محمود المبيت على سطح منزله. فيما كشف محمد بصرى، أحد الأهالى، عن إقدام عدد من أهالى القرية على بيع «قوت عيالهم من قمح، ماشية، أرض زراعية لشراء بندقية لحماية منازلهم من اللصوص، حيث قال محمد « سرقة بيوتنا عيبة كبيرة، والأهالى يسخرون ممن يسرق منزله، يقولون راجل ملو هدومه يسرقوا بقرته، ناقص يخطفوه كمان»، وطالب الأجهزة الأمنية بمداهمة أوكار البلطجية واللصوص الكائنة بجبل الشيخ حسين المطلة على القرية أو السماح للأهالى بترخيص أسلحة للدفاع عن النفس. وعلى الرغم من وجود سور من الحجر الأبيض يحيط بمنزل حسين محمد أحمد 36 سنة؛ لكنه وضع سريرا أعلى ممر يفصل بين غرفة نومه والمطبخ، وبجواره عصا غليظة مستعداً لمن يحاول تهديد أمنه، ويتبادل هو ووالدته نوبة الحراسة حيث تبدأ نوبتها فى الثامنة مساء حتى الثانية عشرة منتصف الليل ليكمل نجلها حسين بعد ذلك حتى بزوغ صباح يوم جديد. ومع أن استخدام الشوم والعصى قد لا يرهب اللصوص والبلطجية؛ لكن أهالى البطحة يحتمون فى مقولة «الحرامى جبان وأول ما يسمع صوت أو نباح كلب سيفر هاربا».