"مهنة البحث عن المتاعب"، سيفها القلم ودرعها الكاميرا، يدفعك فيها نداء الواجب وحب المهنة لاقتحام الأماكن الخطرة، ففي الوقت الذي يهرب فيه الأشخاص العاديون بعيدًا عن الخطر، فإن الصحفي لا يمكن له معرفة الحقيقة ورصدها وتوثيقها إلا بالاقتحام داخل الأهوال لتقديمها كاملة موثقة للجمهور سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية، ودائمًا ما تدفع مهنة الصحافة الضريبة من دماء أبنائها، واليوم نفتح القوس ونضيف إلى شهداء المهنة الزميلة ميادة أشرف، المحررة الميدانية بجريدة الدستور الإلكترونية والمحررة بموقع مصر العربية. "الصحفيون في أماكن الاشتباكات دائمًا مستهدفون ولا يتوفر لديهم التدريب المناسب على تغطية هذه الأحداث الخطيرة، ولا الحماية الحقيقية على حياتهم، ويدفعون حياتهم ثمنًا للواجب المهني"، عبارة قالتها الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميدة كلية الإعلام بالجامعة الكندية وعميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، لتفسير ظاهرة مقتل الصحفيين الميدانيين. وأضافت عميدة كلية الإعلام: "هذه صحفية تؤدي واجبها يجب أن تتوفر لها الحماية"، مؤكدة أنه لا توجد حتى الآن حماية حقيقية للصحفيين، ولا يوجد تدريب مناسب لتغطية مثل هذه الأحداث العنيفة دون تعريض حياتهم للخطر، مطالبة نقابة الصحفيين بحماية الصحفيين بضمانات حقيقية، وحسم الأمر والإسراع باتصالات بأجهزة الدولة لحماية الصحفيين، ومن جانب آخر توفير تدريب للصحفيين للعمل في هذه الأماكن الخطيرة مثل المراسل العسكري، مضيفة: "هذا أسوأ من الحرب لأن الاعتداء قادم من الأهل وليس من العدو". وتقدّمت عبدالمجيد لأسرة الصحافة بخالص عزائها، مضيفة: "أحتسبها عند الله شهيدة وأعزي أسرة الصحافة، هذه الصحفية في الغالب ليست عضوة بالنقابة ويتم استغلال الصحفيين صغار السن بالدفع بهم في تغطية هذه الاشتباكات العنيفة، يجب أن تتخذ النقابة موقفًا وحتى يتم تعديل قانون النقابة يجب أن تعطي لهؤلاء الشباب الحماية لهم بما أنهم يمارسون المهنة، كيف ندافع عن غير الصحفيين والصحفيين أنفسهم ليس لهم حماية".