شنت حركة "طالبان" هجوما جريئا بالعاصمة الأفغانية اليوم نسف فيه انتحاريان متفجراتهما خارج مكتب انتخابات بضواحي المدينة، ثم اقتحم مهاجمون آخرون المبنى، واحتجزوا عشرات الموظفين بداخله، وقُتل مرشح مجلس محلي، إضافة إلى أحد موظفي المركز ورجلي شرطة، حسبما ذكر الناطق باسم وزارة الداخلية صديق صديقي، وأضاف أن المسلحين الخمسة الذين شنوا الهجوم الذي أسفر عن مواجهة استمرت أكثر من أربع ساعات، قتلوا أيضا. وكان الهجوم هو أحدث حلقة في سلسلة هجمات عنيفة للمتمردين قبل انتخابات الخامس من إبريل، التي يختار فيها الأفغان رئيسا جديدا وأعضاء مجالس محلية، وتوعدت طالبان بتعطيل الاقتراع. وتردد دوي نيران أسلحة عبر حي "كارتي تشار" طوال بعد الظهيرة، فيما حاصرت قوات استجابة سريعة أفغانية مسلحة تسليحا ثقيلا مركز الانتخابات الواقع قرب منزل المرشح الرئاسي أشرف غاني أحمد زاي، وقال مسؤول الشرطة سيد جول أغا هاشمي إن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري سيارته الملغومة، في حين فجر آخر حزامه الناسف، مفسحين الطريق أمام مهاجمين آخرين لاقتحام المبنى. في الوقت نفسه، صرح مسؤول بلجنة الانتخابات بأن نحو عشرين موظفا في اللجنة محاصرون في المبنى، وقال إنه تحدث إلى زميل له يختبئ في المرحاض مع سبعة آخرين وقد أبلغه أن هناك موظفين آخرين في أماكن أخرى بالمبنى. لاحقا خفض "صديقي" عدد المحاصرين إلى سبعين، بعد حصوله على معلومات جديدة، وقال إن الشرطة أنقذت في نهاية المطاف الجميع باستثناء اثنين، وأعلنت حركة "طالبان" في بيان إلى وسائل الإعلام مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنه استهدف مقرا للجنة الانتخابات في كابول. ويقع المبنى في "كارت تشار" في جنوب غرب كابول، قرب قصر "دار الأمان" التاريخي الذي أقامه الملك الأفغاني أمان الله، ولحقت أضرار جسيمة بالقصر خلال الحرب الأهلية الأفغانية وهو غير مأهول الآن.