اتشحت قرية نجع المغاربة التابعة لبندر جرجا بمحافظة سوهاج بالسواد، وتوافد المئات من أهالى القرية على منزل الشهيد المجند محمد السيد خلف، 21 عاماً، الذى لقى مصرعه فى الهجوم الإرهابى على كمين الشرطة العسكرية فى مسطرد. وقال عدد من الأهالى المحتشدين أمام منزل الشهيد إنه حاصل على دبلوم صنايع، وإنه كان الابن الأكبر لوالده الموظف بالإدارة الزراعية بمدينة جرجا، مضيفين أن لمحمد 4 أشقاء هم، أحمد، 13 سنة، طالب، ومحمود، 7 سنوات، وفاطمة، 14 سنة، وآية، 8 سنوات، وجميعهم فى مراحل التعليم المختلفة. ووقف السيد خلف، 50 سنة، والد الشهيد، لتلقى العزاء من الأهالى أمام المنزل، وقال، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»: سمعت خبر استشهاد ابنى من أحد جيرانى فى المنطقة، وعندما فتحت التليفزيون تأكدت من الخبر، وأضاف، وهو يغالب دموعه: «ابنى كان أخويا وكان حنين معايا، وكان دايماً يتصل يطمئن على والدته وإخواته». وأوضح والد الشهيد أن نجله التحق بالخدمة العسكرية فى شهر يناير من العام الماضى، وأن آخر إجازة له كانت قبل 15 يوماً، وأضاف: «ربنا ينتقم من الإخوان اللى نازلين تقتيل فى الشباب»، وصمت قليلاً قبل أن يستدرك قائلاً: «هى الجماعة دى مش ناوية تبطل انتقام من البلد ومن الشباب ذنبهم إيه يقتلوهم عملولهم إيه؟». وتابع: «لا أعرف كيف ستكون حياتى بدون محمد فهو كان أخويا وصاحبى وحبيبى وكل حاجة ليا»، مشيراً إلى أن والدة الشهيد لم تتحمل الصدمة، وأصيبت بحالة انهيار عصبى، وقال «لم تعد قادرة على الكلام أو الحركة، محمد كان كل حياتها، وكان نفسها تفرح بيه، وتجوزه لإحدى بنات القرية لما يخلص جيش». والتقط خلف عرقان، 67 سنة، جد الشهيد محمد، خيط الحديث قائلاً: «محمد كان دراعى اليمين، وكنت بعتمد عليه فى كل حاجة»، وأضاف: عرفت خبر استشهاده، وأنا أشترى طلبات للمنزل فى مدينة جرجا، وقال: «أخبرونى أن حفيدى مصاب، ولقيت ركبى مش شيلانى، واتصلت بابنى والد الشهيد، فقال لى: البقية فى حياتك فى محمد، وبعدها ما دريتش بنفسى، إلا وأنا فى البيت والناس حوليا». وطالب جد الشهيد بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان قائلاً: «ربنا ينتقم من الكفار اللى مسميين نفسهم إخوان، وعشان تبرد نارى لازم مرسى يتعدم لأنه هو السبب فى كل البلاوى إلى بتحصل فى مصر». وأضاف على سعد محمد، 20 سنة، ابن عم الشهيد أن محمد كان إنساناً طيباً وخدوماً ومحبوباً من الجميع، وقال: «كان صاحبى وأخويا وكنا دايماً نسهر مع بعض، وكان ما يميزه أنه شاب مبتسم دائماً ويحب قضاء حوائج الناس وكانت والدته نفسها تزوجه لفتاة من العائلة، لكن الإخوان عجلوا بنهايته منهم لله».