سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصريون على باب السفارة الليبية يبحثون عن تأشيرة.. «هى موتة ولا أكتر» الراغبون فى السفر: نبحث عن عمل.. والملحق الثقافى فى السفارة المصرية فى ليبيا: الأوضاع الأمنية متردية ولا يمكن قطع العلاقات
اختطاف 70 مصرياً فى ليبيا، ومناشدة وزارة الخارجية المصريين عدم السفر إلى ليبيا إلا للضرورة القصوى لم تمنع عشرات المصريين من الاصطفاف فى طوابير أمام الملحقية العمالية للسفارة الليبية الموجودة فى منطقة الدقى للفوز بتأشيرة الحياة، وربما الموت. «ممكن أموت، بس مش لاقى قوت يومى اللى يكفينى أنا وأسرتى»، قالها صلاح محمد الشحات، 32 سنة، متزوج وله 3 أبناء، مؤكداً أنه قبل التفكير فى السفر إلى ليبيا كان يعانى من ضيق الحال فى مصر، وأنه لم يعد هناك مجال للعمل، سوى أعمال بسيطة براتب لا يتعدى ال600 جنيه: «يستحيل يكفينى أنا وزوجتى وأطفالى لأيام مش لأسابيع». أما محمود عبدالله حنفى، 34 سنة، وكان يعمل «مورد» فى جامعة القاهرة فيرى أن «الأعمار بيد الله، وأن المخاطر التى يمكن أن يتعرض لها فى ليبيا هى نفسها الموجودة فى مصر، فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى طالت كل شىء». وفسر أحمد سليم، 30 سنة، إقدامه على السفر إلى ليبيا بأنها الدولة الوحيدة التى تطلب عاملين لديها، بعد أن أغلقت معظم الدول العربية أبواب سفاراتها أمام المصريين، فضلاً عن أن تكاليف السفر إلى هناك هى الأقل مقارنة بغيرها من الدول، حيث لا يتكلف المصرى أكثر من 10 آلاف جنيه، على عكس بعض الدول الأخرى التى تكلف أكثر من ذلك بكثير. أما عن المخاطر فيقول سليم: «ما باليد حيلة، حياتى هى زوجتى وأولادى، وبقائى هنا بلا عمل يعنى انتهاء حياتى، هروح ليبيا ولو عشت وتحسنت أحوالى المعيشية هيكون من أجلهم، ولو مت هتكون حياتى أقل ما يمكن أن أقدمه لهم». الدكتور هلالى الشربينى، الملحق الثقافى فى السفارة المصرية بليبيا، أكد أنه بالرغم من الأوضاع المتوترة فى ليبيا، فإنه لا يمكن منع المصريين من السفر إليها، كما فعلت دول الاتحاد الأوروبى مع مصر، لأن كلتا الدولتين بينهما مصالح تجارية واجتماعية واقتصادية مشتركة، كما أن ليبيا تعتبر عمقاً استراتيجياً لمصر، ولا يمكن قطع العلاقات معها. أضاف «الشربينى» أن طالبى التأشيرة الليبية ثلاث فئات، فمنهم من لديه أعمال ومصالح تجارية فى ليبيا منذ سنوات ولا يمكن التخلى عنها الآن، ومنهم من يريد العودة لأقاربه فى ليبيا، خاصةً أن الحدود المشتركة بين الدولتين خلّفت علاقات مصاهرة بين الشعبين. أما الفئة الثالثة، بحسب الشربينى، فهم المغامرون، الذين يرغبون فى الحصول على أى فرصة عمل بعيداً عن مصر بأى وسيلة كانت، مشبهاً هؤلاء بمن يقرر الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا وهو يعلم جيداً أنه قد يموت فى تلك الرحلة.