لم تكد تنتهي الأزمة المصرية السعودية وتعود المياه إلي مجاريها. حتي ظهرت علي السطح بوادر أزمة جديدة بين مصر وليبيا. ولكن الفارق هذه المرة أن الأزمة مع السعودية اشتعلت وهدأت خلال أسبوع واحد فقط. أما الأزمة مع ليبيا يعود عمرها إلي يناير الماضي. عندما تكدس آلاف المصريين أمام السفارة للحصول علي تأشيرات للسفر للأراضي الليبية. الأمر الذي عجزت السفارة عن التعامل معه ولجأت إلي وزارة الخارجية ومصلحة الجوازات لتستنجد بهم لتقنين الموقف وإيجاد طريقة منظمة تحمي موظفي السفارة من الاعتداءات المتكررة عليهم من المتظاهرين. إلا أنه للأسف لم يجد السفير عبدالمنعم الهوني سفير ليبيا بالقاهرة آذنا تصغي إليه. واستمرت الأزمة مكتومة طوال الأشهر الماضية. ولكن يبدو انها اصحبت علي وشك الانفجار الآن. خاصة بعدما اضطرت السفارة الليبية بالقاهرة إلي اغلاق أبوابها في وجه المصريين بل والليبيين أيضاً خوفا من تفاقم الأزمة. "المساء" ذهبت إلي مقر السفارة الليبية بالزمالك الأسبوع الماضي. حيث وجدت الأبواب موصدة بالاغلال الحديدية وعدداً قليلا من الضباط والجنود التابعين للشرطة يقفون أمام السفارة لتأمينها بينما افترش الرصيف والشوارع المحيطة بالسفارة. المئات من المصريين الغاضبين الناقمين الذين اصبحوا بين فكي الرحي. فلا يستطيعون الحصول علي تأشيرة رغم وجود عقود عمل سليمة لديهم. ولا يستطيعون الحصول علي جواز السفر اصلا ولو بدون تأشيرة فالسفارة مغلقة. طارق حسن 32 سنة قال إنه تقدم إلي السفارة الليبية للحصول علي تأشيرة حيث يمتلك عقد عمل سليم للعمل كعامل زراعي في ليبيا ولكن للأسف السفارة اغلقت أبوابها في وجوههم. دسوقي ثروت عبدالواحد 52 سنة قال "أريد السفر إلي ليبيا للعمل كعامل تكييف وتبريد ولدي عقد عمل سليم إلا ان اغلاق أبواب السفارة طوال الأيام الماضية حال دون إمكانية حصولهم علي التأشيرة أو حتي جوازات السفر بدون تأشيرة. فيما أكد مواطن آخر رفض ذكر اسمه انه سلم أوراقه من شهر يناير الماضي أي ما يقرب من الأربعة اشهر ولديه عقد عمل سليم للعمل صنايعي. مطالبا وزارة الخارجية بالتدخل. فإلي متي سيظل المواطن المصري بلا ثمن وتهدر كرامته بهذا الشكل. فإذا كانوا لا يريدون منحنا التأشيرات فليعطونا الجوازات ولا نريد هذه التأشيرات. حمدي رفعت 35 سنة من المنصورة قالت إنه لديه عقل عمل كنجار في ليبيا قائلا "قدمت أوراقي كاملة وكلها سليمة منذ 7 يناير الماضي وحتي الآن لم احصل علي التأشيرة وأريد جواز السفر الآن ولو حتي بدون تأشيرة ولا أعلم ماذا أفعل الآن بعد ان اغلقت السفارة طوال الأيام الماضية. ياسر عوض من البحيرة قال إنه لديه عقد عمل نجار مسلح وأوراقه سليمة ولكن للأسف السفارة مغلقة. فيما أكد آخرون من المعتصمين أمام السفارة ان هناك سماسرة تخصصوا في النصب علي الشباب بإيهامهم انهم يستطيعون منحهم التأشيرة وللأسف يقعون في الفخ بعد ان يدفع كل منهم آلاف الجنيهات مطالبين وزارة الخارجية بالتدخل. يأتي ذلك في الوقت الذي امتنع فيه السفير الليبي عن الرد علي هاتفه. بينما لجأ نائبه إلي إغلاق هاتفه تماما بسبب هذه الأزمة. إلا ان السفير عبدالمنعم الهوني سفير ليبيا بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية كان قد قال ل"المساء" في حوار سابق اتصلنا بالجهات الرسمية الأمنية وطلبنا منهم تنظيم الوضع بحيث نستطيع تلبية أكبر عدد ممكن من الطلبات وقلنا "بطلوا الهرجلة والتزاحم" لأن هذا الأمر لا يعطي الفرصة للمواظفين بالسفارة للقيام بعملهم. كما انه اذا تم تنظيم الأمر يمكننا زيادة عدد التأشيرات إلي 700 تأشيرة في اليوم ولكن للأسف الجهات الأمنية في مصر لم تتجاوب مع طلبنا وللأسف أن هؤلاء المصريين يعتدون علي موظفي السفارة أثناء تأديتهم عملهم وأنا لا أريد كتابة تقارير إلي المسئولين في طرابلس مثل باقي السفارات وانما نسكت ونحمل في أنفسنا.. لذلك فأنا أناشد الأمن العام في مصر ووزارة الخارجية بالتدخل لتنظيم المصريين الواقفين أمام السفارة حتي نستطيع تلبية مطالبهم ومنحهم التأشيرات. مؤكداً أن هناك عشرات الآلاف من الموافقات والتأشيرات ولكن لا يمكن العمل إلا في جو من الهدوء ولا يمكن ضرب الموظفين داخل القنصلية.