تواصلت أعمال العنف والمظاهرات فى تركيا، أمس، لليوم الثالث على التوالى، بعد وفاة الطفل بركين إلفان، البالغ من العمر 15 عاماً، بسبب إصابته بعبوة غاز مسيل للدموع خلال تظاهرات «جيزى بارك» فى يونيو الماضى، والتى دخل إثرها فى غيبوبة دامت 269 يوماً انتهت بوفاته قبل ثلاثة أيام. وقالت صحيفة «حرييت» التركية، إن «ما يزيد على 2 مليون تركى خرجوا فى تظاهرات فى أكثر من 53 مقاطعة تركية، احتجاجاً على وفاة الطفل والعنف المفرط من قبل الشرطة»، لافتة إلى أن قوات مكافحة الشغب تدخلت لتفريق المتظاهرين فى 13 مقاطعة، ما أسفر عن إصابة 52 متظاهراً و19 شرطياً، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 417 متظاهراً. وشهدت أنقرة وإسطنبول وأزمير وهاتاى ومرسين، تظاهرات واشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة. وقالت محطة «سى.إن. إن تورك» الإخبارية، إن المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لحكومة حزب «العدالة والتنمية» التى يترأسها رجب طيب أردوغان، فيما استخدمت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة والألعاب النارية لمواجهة الشرطة. وحاول عدد من المتظاهرين التجمع فى ميدان «كيزبلاى» بوسط العاصمة «أنقرة»، لتنظيم مسيرة فى اتجاه مبنى رئاسة الوزراء، إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم على الفور وقامت بتفريقهم باستخدام القوة، ما أسفر عن إصابة عدد كبير من المتظاهرين واعتقال 17 شخصاً. كما شهدت مدن «أزمير» و«هاتاى» و«مرسين» تظاهرات واشتباكات مماثلة بين الشرطة والمتظاهرين، واعتقل عدد كبير من المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات تُدين مقتل «بركين». من جانبه، دعا زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، أنصار حزبه «الشعب الجمهورى» والأحزاب المعارضة والمتظاهرين المعارضين ل«أردوغان»، لعدم الانسياق وراء دعوات رئيس الوزراء التى وصفها ب«المتطرفة والتحريضية»، مؤكدا أن «أردوغان» يسعى للتحريض على العنف لتبرير استخدام القوة والعنف المفرط ضد المتظاهرين. فى سياق منفصل، نقلت وكالة أنباء «رويترز» عن أحد الحسابات المعنية بنشر فضائح الحكومة التركية على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، قوله إن «ملفات شرطة تم تسريبها تتناول بالتفصيل مزاعم الكسب غير المشروع ضد الوزراء السابقين.