تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينج، في قمة غير رسمية، أمس، التعاون لمكافحة "التطرف" و"الإرهاب"، بعد أيام من التوتر حول منطقة كشمير المتنازع عليها. وتبادلت الصينوالهند الهجمات الكلامية في الأيام الأخيرة حول قضية كشمير، إذ تدعم بكين دبلوماسية باكستان في نزاعها المستمر منذ سبعين عاما مع الهند حول المنطقة الواقعة في الهيمالايا. ولدى الصين مشروع كبير للبنى التحتية في كشمير الباكستانية التي تطالب بها نيودلهي. وقال وزير الخارجية الهندي فيجاي جوخالي، إن شي ومودي التقيا في مدينة ماهاباليبورام بجنوب شرق الهند، مضيفا: "قالا إن الأمر يتعلق ببلدين كبيرين وإن التطرف يثير قلقهما وإنهما سيواصلان العمل معا حتى لا يؤثر التطرف والإرهاب على نسيج مجتمعاتنا التي تتسم بتعددية ثقافية واتنية ودينية"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". من جهته، تحدث الناطق باسم الوزارة نفسها رافيش كومار عن "يوم مثمر جدا". أما وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، فذكرت صباح اليوم أن شي لقي "استقبالا حارا" من مودي وأنهما اتفقا على "تبادل الاحترام" بين بلديهما وأن "يتعلما من بعضهما للتوصل معا إلى تنمية وازدهار مشتركين". وجاء اللقاء بين زعيمي البلدين الآسيويين العملاقين في مدينة ماهاباليبورام الساحلية، التي تعرف أيضا باسم مامالابورام وتشتهر بمعابدها ومنحوتاتها الحجرية، بعد اجتماع مماثل عقد العام الماضي في الصين، وفي لقاء خلال الأسبوع الجاري مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أكد شي جينبينج، دعمه "للحقوق المشروعة" لحليفته في كشمير، وردت نيودلهي أنه "لا يمكن لدول أخرى التعليق على الشؤون الداخلية للهند"، وفاق لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وكانت الهند أثارت غضب الصين بتقسيمها ولاية جامو كشمير إلى شطرين في أغسطس الماضي. وسيطبق قرار مماثل على "لداخ"، وهي المنطقة الإدارية الهندية التي تطالب بكين بجزء منها. واتفق الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينيةوالهندية، في سبيل تحقيق تنمية ورخاء البلدين، وقال بينج -خلال اجتماعه غير الرسمي الثاني الذي عقد بمدينة "تشيناي" جنوبي الهند ونقلته وسائل إعلام صينية اليوم- إن الاجتماع الأول الناجح بين الجانبين والذي عقد في مدينة "ووهان" الصينية العام الماضي، أسفر عن بلوغ العلاقات الصينية - الهندية مرحلة جديدة، مشيرا إلى أنه بفضل امتداد الحضارتين الصينيةوالهندية لآلاف السنين، فإن الصينوالهند واصلتا التبادلات والتعلم المشترك حتى الوقت الراهن، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الاوسط". وأضاف بينج، أن التبادلات الشعبية والثقافية بين الصينوالهند تحتوي إمكانات كبيرة، داعيا البلدين إلى انتهاز فرصة حلول الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام المقبل لإجراء تبادلات شعبية وثقافية أكثر عمقا وأوسع نطاقا، وحث الرئيس الصيني، البلدين على الاشتراك في دفع الحوار والتبادلات بين مختلف الحضارات، من أجل ضخ المزيد من القوة الدافعة الدائمة في تنمية العلاقات الثنائية. من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي، إنه بعد التطور الذي حققته الهندوالصين على مدى آلاف السنين، أصبحت كل منهما اقتصادا صاعدا هاما، مؤكدا أن تعزيز التبادلات والتعاون يمثل أهمية كبيرة للبلدين فضلا عن مساهمته في دعم التقدم والرخاء على مستوى العالم، وأضاف مودي أنه يتوجب على الصينوالهند الاستفادة من بعضهما البعض حتى يتعاونا معا في تحقيق التنمية والرخاء المشتركين.