للمرة الثانية في غضون 3 أشهرر فقط، تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فادي الهدمي وزير شؤون القدس، وتداهم منزله، عقب أسبوع من الزيارات التفقدية للوزير الفلسطيني، حيث زار أمس مديريات الشرطة والأجهزة الأمنية في بلدة الرام والتقى بمدراء الأجهزة وضباط وعناصر الشرطة والأمن. فادي الهدمي، الاقتصادي والناشط الاجتمعي المقدسي، تولى وزارة شؤون القدس في أبريل الماضي ضمن التشكيل الحكومي الثامن عشر، هو المدير العام السابق لغرفة التجارة والصناعة بالقدس، وحاصل على درجة الماجستير، في الإدارة والاقتصاد من جامعة مانشستر البريطانية، كما عمل مستشارا اقتصاديا للعديد من المشروعات الدوليّة في القدس، وفقا لموقع رام الله الإخباري.
قوة كبيرة من المخابرات والشرطة العسكرية، داهمت منزل الوزير الفلسطيني، فجر اليوم، وقامت بتفتيشه ثم اعتقلته، بحسب بيان رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، منير الجاغوب، مضيفا أن ذلك جاء مخطط طويل للاحتلال وتهويد المدينة لإعلان السيطرة عليها، حيث شملت الحملة اقتحام منزل عدنان غيث محافظ القدس العاصمة في مدينة سلوان، مؤكدا أن مثل هذه الاعتداءات لن تنثي عن الاستمرار في النهج النضالي ضد الاحتلال وسياساته، وإكمال مشوار مواجهة السياسات الاحتلالية. وكان الهدمي أجرى زيارة تفقدية، قبل أسبوع، بمدارس وصرح بأن الاهتمام بالتعليم يلقى أولية خاصة كي يتم إفشال المخططات الإسرائيلية لتهويد وأسرلة المناهج الفلسطينية في القدس، عقب زيارة لعمارتي العيزرية التي كانت دمرتهما قوات الاحتلال، والمملوكتين للمواطنين سامر أبو زياد وعمار بصة، بحسب صفحة وزارة شؤون القدس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. اعتقل في يونيو على خلفية مصاحبته للرئيس التشيلي في جولة بالأقصى إفلاس القادة الإسرائيلين في تعاملهم من المدينة المقدسة، كان ذلك هو تعليق الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم على حادث الاعتقال الذي تم صباح اليوم، واصفا في مكالمة هاتفية مع الوكالة الرسمية، أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار تهويد المدينة ومحاولة إخضاع سكانها وإثارة الإحباط بين صفوفهم، إلا أنها لن تزيدهم إلا قوة وإصرارا وثباتا في مدينتهم المقدسة، إلا أن ملحم يرى أن حملة الاعتقالات التي بدأتها إسرائيل منذ الإثنين الماضي، بما يتزامن مع انعقاد أعمال الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تضيف ملفا حيا في موضوع القضية الفلسطينية ويوضح كيفية تعامل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مع القادة الفلسطينيين. وفي 23 يوليو، استدعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وزير شؤون القدس فادي الهدمي، للتحقيق معه، وكان الاحتلال سلّم أوامر استدعاء اليوم لعدد من المقدسيين للتحقيق معهم، بحسب وكالة الأمباء والمعلومات اللفسطينية. وفي 30 يونيو من منزل الهدمي أيضا كان اعتقاله في حملة اعتقالات ل24 فلسطيني، من بعض محافظات الضفة الغربية، ونقلت سكاي نيوز عن وكالة فرانس بريس، أن الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، قال إن فادي الهدمي اعتقل، وجرى استجوابه "لنشاطاته في القدس". "مرافقة الرئيس التشيلي سيبستيان بينيرا في زيارته إلى المسجد الأقصى"، هو السبب الذي رجحته مصادر مقربة من الهدمي للاعتقال، حيث أثارت الزيارة غضب دولة الاحتلال واحتجت عليها واعتبرت ذلك "انتهاكا للقواعد والتفاهمات السابقة مع سانتياغو"، كما يذكر أن مصاحبة الرئيس التشيلي هي مظهر من مظاهر السيادة الفلسطينية في القدس والتي ترفضها قوات الاحتلال. ومثل الاعتقال الأخير كانت قوة كبيرة من شرطة ومخابرات الاحتلال قد داهمت منزل الوزير، وقامت بعمليات تفتيش في منزله ومصادرة أجهزة الهواتف النقالة الخاصة به، وتم إخلاء سبيله بعد استجوابه، عدة ساعات في مركز الاعتقال والتوقيف "المسكوبية" غرب مدينة القدسالمحتلة دون شروط مقيدة.