في مشهد جنائزي مهيب شاركت فيه قرية "منشأة البدوي" مركز طلخا والقرى المجاورة ودع الألاف في جنازة شعبية عروسين وشقيقة العروس وسط حالة من الحزن عاشتها القرية طوال ليلة الثلاثاء، بعد أن لقي الثلاثة مصرعهم في حادث تصادم على طريق " طلخا - المحلة الكبرى" أثناء عودتهم من الكوافير للمشاركة في حفلة "ليلة الحنة"، وتحولت الزفة إلى جنازة. كان اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية تلقى إخطارا، مساء الأحد، من اللواء سيد سلطان، مدير المباحث الجنائية بورو بلاغ لمركز شرطة طلخا بانقلاب سيارة ملاكي على طريق "طلخا – المحلة الكبرى" ووجود وفيات ومصابين بداخلها. انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طلخا بقيادة المقدم علي خضر مفتش المباحث والرائد أحمد السادات، رئيس المباحث، وتبين انقلاب سيارة ملاكي على الطريق أثناء محاولتها الدوران والدخول لقرية "منشية البدوى"، وتبين وجود جثتين و 2 مصابين وجرى نقل الجثتين والمصابين إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، إلا إن مصابة لقيت مصرعها فور وصولها المستشفى. وقال مصدر طبي بمستشفى الطوارئ بالمنصورة "أن مشرحة مستشفى الطوارئ استقبلت جثتي العروسين"محمد إبراهيم محي البادي، 20 سنة، العريس، مجند ويعمل عامل بناء"، و"سارة جمعة إبراهيم المرشدي، 18 سنة العروسة، حاصلة على ثانوية أزهرية"، وشقيقتها "زينب جمعة، 17 سنة بالصف الثاني الثانوي"، كما أصيب عم العريس ويدعى "البادي محي البادي" 45 سنة سائق السيارة وجرى نقله إلى غرفة العناية المركزة لسوء حالته. توقفت الأغاني أمام بيت العروس وانصرف الأهل والأقارب إلى المستشفى الجميع يتسابق لعلهم ما يزالوا علي قيد الحياة، وقلوبهم ترتجف من أن يكون الخبر صحيح، إلا إنه سرعان ما أكد الأطباء وفاة العريس والعروسة، لتنطلق الصرخات والعويل داخل المستشفى، وأصيبت أسرتي العروسين بنوبة من البكاء الهستيري. ووصلت الجثامين الثلاثة في ساعة مبكرة، اليوم، إلى المسجد الكبير بالقرية، في سيارتي إسعاف وجرى تشييعهم الثلاثة في جنازة واحدة مشتركة، بعد أن سابق الأهالي الزمن للانتهاء من مراسم الدفن حتى تهدأ القرية التي لم تنام ليلتها، ووقف إمام المسجد يعظ الناس ويطالبهم بالصبر، وأن يستعدوا للحظة الموت فالجميع مفارق لا محالة ، ثم أكد أنه وصله رسالة من والدة العروسة تذكرهم بأن "الموت يأتي فجأة ويخطف أرواحنا أو أرواح أحبابنا ولازم نكون مستعدين وأن يذكرهم بأن الله يبتلينا حتى يختبر صبرنا". وأصرت والدة العروسة على تقبيل ابنتيها قبل صلاة الجنازة، كما أصرت والدة العريس على تقبيل ابنها بينما انخرط الشقيق الأكبر في بكاء هستيري وهو يودع جثمان شقيقه الوحيد وعروسته لمثواهما الأخير، وقال " أخويا كان فرحان إنه هيضي عمره مع الفتاة اللى بأحبها ولكنهما ماتوا بعد كتب كتابهم بيوم واحد فقط وملحقش يفرح". "عقد قرانهم كان يوم السبت بعد صلاة المغرب، فالعريس مجند وحصل علي إجازة زواج لمدة أسبوعين، وكان فرحان" هكذا أكد أقارب العريس، وأنه ذهب لإحضار عروسته من الكوافير من قرية "ميت الكرماء" وفرحهم كان اليوم الاثنين، بعد قصة حب دامت بينهم 3 سنوات، لكنهم ماتوا في طريق عودتهم للحنة.