حلقة جديدة دخلتها الأزمة الأمريكية- الإيرانية، حيث قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الدبلوماسيين الأوروبيين يلتفون على مبادرة فرنسية جديدة لتخفيف الضغط الممارس على طهران بفعل عقوبات واشنطن لقاء التزام إيران الكامل بالاتفاق النووي. وفقًا للصحيفة الأمريكية، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منفتح على المبادرة التي عرضها عليه نظيره الفرنسي خلال قمة الدول الصناعية السبع الكبرى الكبيرة في بياريتز، ووافق على مواصلة الجانب الفرنسي العمل عليها، من أجل تخفيف الضغط على إيران في بيع النفط الخاص بها. الجانب الإيراني، من جانبه، أكد تلك المرونة التي أبدتها واشنطن، حيث أعلن المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى مرونة في موقفه تجاه السماح لطهران ببيع نفطها لدول أخرى، مضيفًا في تصريحات لإذاعة "معارف" أن إيران خاضت في الأشهر الماضية مفاوضات مكثفة مع فرنسا بشأن شروط عودة طهران إلى الالتزام الكامل بالمسؤوليات المترتبة عليها بموجب الاتفاق النووي. المرونة الأمريكية لتخفيف الضغط عن طهران في بيع النفط، وحتى التصريحات التي تبدو ودية تأتي في إطار "المغازلة" غير الواضحة والصريحة، ردًا على المراوغات الإيرانية التي تطالب دومًا برفع العقوبات والجلوس على طاولة المفاوضات، حسب الدكتور هشام البقلي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية. وأضاف البقلي في تصريحات ل"الوطن"، أنه لو كانت هناك نية حقيقية لدى أمريكا لتخفيف الضغط على إيران لما حدث تضييق على ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا، الموجودة حاليًا قبالة السواحل السورية، وتهديد من يشتري النفط من إيران، ما أدى لتغيير الناقلة وجهتها عدة مرات. وأكد خبير الشأن الإيراني أن الوصول حتى إلى طاولة المفاوضات لا يضمن الوصول إلى اتفاق واضح من شأنه رفع العقوبات الأمريكية عن إيران بسبب أزمة الثقة الموجودة بين الطرفين، إلا في حالة وجود وسيط ضامن لإيران لتنفيذ شروط بيع النفط وعدم استخدام الأموال في دعم الميليشيات، وهو أمر صعب للغاية. وأردف البقلي أنه على الرغم من تحقيق الوساطة الفرنسية نجاحًا في إعادة لغة التفاوض وتقليل حدة التصريحات بين البلدين، إلا أن الوصول لصيغة اتفاق بين البلدين تحتاج إلى وقت طويل، بسبب وجود الكثير من التعقيدات مثل العناد الإيراني وعدم تنازل الولاياتالمتحدة عن شروطها وهل سيتم صياغة اتفاق جديد أو معاهدة أو العودة للاتفاق القديم. وأكد الدكتور هاني سليمان، خبير بالشأن الإيراني، أن الأزمة بين أمريكاوإيران ممتدة، وتحمل العديد من فصول الشد والجذب، ويستخدم فيها الطرفان سياسة التصعيد والمهادنة، واللعب على المتناقضات ومحاولات كسب الوقت، حيث شهدت العلاقة بينهما تصريحات متبادلة كثيرة عن التصعيد والتهدئة. وأوضح سليمان ل"الوطن"، أن وساطة ماكرون حققت بعض المؤشرات الإيجابية مثل الحديث عن لقاء بين ترامب وروحاني وتصريحات أخرى عن تخفيف الضغط، إلا أن كل طرف عليه تقديم تنازلات، كما أن الأمر مرهون بما تريده واشنطن، خاصة وأن سياستها في الأزمة قائمة على رؤية فردية من ترامب، وكذلك الحد الأدنى الذي تستطيع إيران التخلي عنه أو القبول به. خبير الشان الإيراني أوضح أن واشنطن لن تتخلى عن شروطها، كما أن طهران ستواصل سياسة العناد ولن تقبل تلك الشروط، متوقعًا عدم الوصول إلى حل نهائي للأزمة أو رفع العقوبات عن طهران، أو الوصول لصيغة نهائية لاتفاق بينهما، إلا أن الجلوس على طاولة المفاوضات يعد حلًا مرضيًا للطرفين، حتى إذا لم يصلوا لحل.