لقد أدهشتنى تحذيرات السفر التى أصدرتها وزارة الخارجية الألمانية لمواطنيها من الوجود فى المنتجعات السياحية فى سيناء وشرم الشيخ ودهب ونويبع، مما يعطى انطباعاً للسائحين الألمان وغيرهم من الجنسيات الأخرى بأن منطقة سيناء منطقة خطر، مما يجعلنا نتساءل: هل هذا ضرب للسياحة المصرية وخصوصا فى هذا الوقت الذى يقام فيه أكبر مؤتمر للتسوق السياحى فى برلين وسافر إليه معظم رجال الأعمال المصريين المشتغلين بالسياحة للدعاية للسياحة المصرية؟ الموقف الرسمى المعلن للألمان من مصر هو إزالة التحفظ فى التعامل السياسى مع مصر منذ عزل محمد مرسى. وهذا كان واضحاً فى كلام فولكر كاودر، عضو البرلمان الاتحادى الألمانى، المتفائل بمستقبل مصر، وتركيز وسائل الإعلام على عودة ألمانيا وأوروبا للاهتمام بالشأن المصرى ودعمه من جديد.. كما أشار «كاودر» إلى تفاؤله بلقائه سيادة المشير عبدالفتاح السيسى وقوله إن الجيش المصرى أكد أن السلطة ستعود إلى الشعب المصرى بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأكد نزاهة الانتخابات. كما أكد المشير السيسى الالتزام بالاتفاقيات الدولية واحترامها، بما فيها اتفاقية السلام وأن الجيش المصرى يحارب الإرهاب وسوف يقضى عليه بكل حسم فى سيناء. ووعد «كاودر» بدعم مصر، ليس سياسياً فقط بل واقتصادياً وأنه سوف يهتم برؤية المشير عبدالفتاح السيسى فى تقديم الدعم المناسب فى مجال تدريب الشباب وخلق كوادر والتوسع فى التأهيل المهنى للشباب لتوفير فرص العمل لهم. وعندما نسرد هذه الأحداث وصدى المقابلات لدى الألمان تجاه مصر، لا بد من بحث سبب التصريح بتحذير السواح الألمان، وقد جاء بعد رجوع وزيرى الدفاع والداخلية والمستشارة أنجيلا ميركل من إسرائيل فى بداية الأسبوع الماضى. من هنا، هل تلقى هؤلاء المسئولون معلومات عن وجود مجموعات إرهابية واحتمال وقوع عمليات إرهابية تهدد سلامة السائحين الألمان، خاصة أن من المعلوم أن جهازى الاستخبارات الإسرائيلى والألمانى يوجد بينهما تعاون وثيق، مما أدى إلى سرعة التصريح بتحذير الرعايا الألمان من السفر إلى مصر بمجرد وصول الوفد إلى ألمانيا بهذه السرعة دون مبرر واضح؟ وأنا أرى أن المخطط الصهيونى لإضعاف مصر اقتصادياً بدأ بعدما فشل مخططها فى تفتيت مصر وضياع الهوية المصرية على يد الإخوان. ومن هنا، لا بد من الانتباه للمخاطر التى تحاول إضعاف الاقتصاد المصرى. وأنا أحذر من محاولة إفشال أى رئيس أو حكومة مصرية والانتباه إلى التكثيف الأمنى فى سيناء والاهتمام عاجلا بتنمية سيناء والقضاء على أى تطرف؛ لأن سيناء البوابة الشرقية لمصر وهى التى دائماً يتم الغزو منها، والله قادر على ردع كل معتدٍ.