يواجه مجلس التعاون الخليجي أزمة لا سابق لها منذ تأسيسه قبل 33 عاما مع إعلان السعودية والبحرين والإمارات، اليوم، أنها قررت سحب سفرائها لدى قطر المتهمة بتشجيع ودعم جماعة "الإخوان" علنا. وقررت الدول الثلاث في بيان مشترك سحب سفرائها؛ بسبب عدم التزام، الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقا مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في المجلس.ويأتي القرار غداة اجتماع مطول لوزراء خارجية الدول الخليجية في الرياض. وسرعان ما انعكس قرار سحب السفراء على بورصة قطر التي اغلق مؤشرها متراجعا بنسبة2%. وفي وقت لاحق، أعربت قطر عن أسفها و"استغرابها" للقرار، مؤكدة أنها لن ترد بالمثل.وأكد بيان لمجلس الوزراء القطري، أن قرار الدول الخليجية الثلاث سببه خلافات حول شؤون خارج دول مجلس التعاون. في إشارة على ما يبدو إلى مصر خصوصا. وأعرب مجلس الوزراء القطري، عن أسف قطر واستغرابها لقرار الدول الثلاث، معتبرا أنه لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعه خارج دول مجلس التعاون. وقد أكدت الدول الثلاث، أنها اضطرت للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من قطر اعتبارا من اليوم.وتابع ان الدول الثلاث بذلت جهودا كبيرة مع قطر للاتفاق على الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي. في إشارة إلى قناة الجزيرة. ويسود التوتر العلاقات بين قطر والسعودية منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي مع إعلان السلطات السعودية تأييدها القوي للسلطات الجديدة وتقديمها مع الإمارات والكويت دعما ماليا مهما لها. وفي حين حظرت الإمارات جماعة "الإخوان"، وتخضعها لمحاكمات، تستعد السعودية لتطبيق قرارات اتخذتها قبل فترة لمعاقبة المنتمين لأحزاب وتيارات عدة بينها تلك المحسوبة على "الإخوان". وهناك أيضا التباينات حيال سوريا واتهامات موجهة لقطر، بأنها تؤوي وتشجع "الإخوان"، وتمنحهم قناة الجزيرة منبرا لأفكارهم. وأكد البيان التوصل إلى اتفاق حول هذه النقاط خلال قمة خليجية مصغرة في الرياض في نوفمبر الماضي، لكن قطر لم تتخذ اتفاق الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ. وتابع البيان، أن الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الدول الست في التكتل الخليجي في الرياض أمس بذل محاولات كبيرة لإقناع قطر بأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع اتفاق الرياض موضع التنفيذ، إلا أن كافة تلك الجهود لم يسفر عنها مع شديد الأسف موافقة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات. وفي هذا السياق، قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله لوكالة أنباء "فرانس برس": إن الدول الثلاث فقدت الأمل في أي تغيير في نهج قطر ما أدى إلى كثير من الاستياء، مضيفا أن أمير قطر الشيخ تميم وعد السعودية ودول المجلس بحصول تغيير للنهج لكنه لم يتمكن من ذلك، من الصعوبة تغيير نهج مستمر منذ 15 عاما ويبدو أن نفوذ والده والحرس القديم ما يزال ماثلا. وقال عبدلله: إن الرياض والمنامة وأبو ظبي ترى ضرورة ممارسة ضغوطات على قطر وعزلها أملا أن يدفع ذلك إلى تغيير نهجها الذي لم يعد مقبولا لا عربيا ولا خليجيا. ومن الأمور التي تزعج هذه الدول، التنسيق الكبير بين قطر وتركيا على حساب باقي دول مجلس التعاون الخليجي.