يبدأ الرئيس المصري محمد مرسي، غدا الثلاثاء، زيارة إلى الصين، سيسعى خلالها إلى تطوير الاستثمارات والمشاريع الكبرى الصناعية والتكنولوجية الصينية في مصر، كما ذكرت مصادر رسمية. ويبدأ مرسي ،الذي يغادر القاهرة مساء اليوم الاثنين، زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام، اعتبارا من الثلاثاء، هي الأولى له خارج العالم العربي منذ توليه منصبه نهاية يونيو، وسيتوجه بعدها إلى إيران. ويصطحب الرئيس مرسي معه وفدا كبيرا يضم ثمانين رجل أعمال من مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، من بينها البناء والتعمير والسياحة والصناعات البتروكيميائية والنسيج. وقال نبيل عبد الحميد، مساعد وزير التخطيط، أنه سيتم خلال الزيارة توقيع عدة مذكرات تفاهم لسبعة مشاريع كبيرة، منهم محطة توليد كهربائي في كوم امبو في صعيد مصر، و27 صومعة حبوب ومحطة لتحلية مياه البحر في مرسى مطروح، ومخابر صناعية، وكذلك تطوير الإنترنت فائق السرعة. وستتقدم مصر للصين دراسة لبناء خط قطار فائق السرعة، يختصر المسافة بين القاهرة والإسكندرية ثاني أهم مدن البلاد إلى أربعين دقيقة، مع إمكانية مد الخط إلى صعيد مصر، كما قال عبد الحميد لصحيفة الأهرام اليومية الحكومية. وقال ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الهدف من الزيارة هو جذب استثمارات صينية إضافية في مصر، لأن الاستثمارات الحالية لا تتوافق مع الفوائض الكبيرة للاقتصاد الصيني. وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2011 إلى تسعة مليارات دولار. وتصدر مصر إلى الصين بضائع تبلغ قيمتها الإجمالية 1.5 مليار دولار، لكنها تستورد منتجات بقيمة إجمالية تبلغ 7.5 مليارات دولار من الصين، وفقا لأرقام حكومية. وكان تطوير التبادل التجاري مع الصين من أهم الأولويات خلال السنوات الماضية أثناء حكم الرئيس مبارك، الذي أعلن تنحيه عن الرئاسة في فبراير2011. وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين من 610 مليون دولار عام 1998 إلى ما يقرب من 6.20 مليارات دولار بعد عشر سنوات. وتقول وزارة التجارة الصينية إن حجم التجارة بين البلدين بلغ 8.8 مليار دولار السنة الماضية، مسجلا ارتفاعا بنسبة 40% بالمقارنة مع 2008. ويواجه الرئيس محمد مرسي القادم من صفوف جماعة الإخوان المسلمين وضعا اقتصاديا مقلقا منذ الانتفاضة ضد مبارك العام الماضي، لعدة أسباب بينها انخفاض الاستثمارات الأجنبية. وكانت وزارة الخارجية الصينية أعلنت عن هذه الزيارة، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي، في بيان: "ستكون تلك أول زيارة للرئيس مرسي إلى الصين منذ توليه مهامه، والصين تعلق أهمية كبرى عليها". واضاف إن الصين ومصر ستوقعان اتفاقيات تعاون، وستبحثان قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، لكن بدون إعطاء تفاصيل. وكان مرسي أول رئيس مدني ينتخب ديموقراطيا في البلاد، تولى مهامه في 30 يونيو. وهنأ الرئيس الصيني هو جينتاو مرسي لفوزه في الانتخابات، مؤكدا أن "الصين تحترم خيار الشعب المصري لنظامهم السياسي ومسيرتهم التنموية". وسيتابع الرئيس المصري جولته الخارجية بزيارة قصيرة لطهران لحضور قمة حركة عدم الانحياز، حيث تسلم مصر رئاسة المنظمة لإيران. وستكون زيارة مرسي لطهران هي الأولى لرئيس مصري إليها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 32 عاما، بعد الثورة الإسلامية في إيران. وأشارت القاهرة إلى أن زيارة مرسي ستكون مخصصة لقمة عدم الانحياز فقط. وكان الرئيس المصري الجديد اقترح، في منتصف أغسطس، خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكةالمكرمة، إنشاء مجموعة اتصال حول سوريا، تضم مصر وايران والسعودية وتركيا، والأخيرتان تدعمان المعارضين السوريين. ودافعت مصر، أمس الأحد، عن اقتراحها، مؤكدة أن طهران يمكن أن تكون "جزءا من الحل" للأزمة السورية. وكانت إيران أعلنت في 17 من الشهر الجاري "ترحيبها" باقتراح الرئيس المصري. وسيحضر مرسي الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 23 سبتمبر، ثم يلتقي مسؤولين كبار في واشنطن، كما أفادت وسائل الإعلام المصرية، الأربعاء، نقلا عن متحدث باسمه.