لقد سعدت جدا عندما اختار فخامة السيد عدلي منصور رئيس الجمهورية المحترم الدكتور عصام حجي العالم المصري الشاب كمستشار علميا لسيادته وقلت في نفسي اننا سوف ننطلق الى افاق عالية وسوف نعيش العصر الحديث الذي يعترف بالبحث العلمي انه القاطرة الاساسية في دفع او سحب البلاد الى معدلات التنمية والتقدم التي تتفق ومتطلبات العصر الحديث، الا انني فوجئت بسيادته في احدى اجتماعاته الذي عقدها بتصريح انه يهدف الى انشاء وكالة فضاء مصرية وبعدها صرح انه في خلال شهرين سوف يتم انشاء هذه الوكالة، فتعجبت هل نحن في حاجة فعلية لانشاء مثل هذه الوكالة؟ وبحثت في المراجع عن من من دول العالم خلاف امريكا وروسيا يملك وكالة فضاء؟ هل اليابان مثلا لها مثل هذه الوكالة بكل ما تملك من تقدم علمي رهيب ومقومات الصناعة التى لا تضارع، هل هناك من الدول الصناعية الكبري الاخرى والتي لديها العديد من الصناعات المغذية لمثل هذه الوكلات، وهل وضعنا الاقتصادي والعلمي والصناعي يسمح بهذا. ايها السادة يوجد في مصر معهد اسمه الاستشعار عن بعد وكان قد بدأ بجهد متواضع وبميزانية اكثر تواضعا في تنمية ابحاث الفضاء وبناء قمرا صناعيا بالتعاون مع دولة اجنبية واطلقنا قمر صناعيا مصريا وللاسف تاه منهم هذا القمر في الفضاء الخارجي، عجبا هل هو تاه ام هرب منهم نظرا للفقر الشديد في ميزانية هذا المعهد، ان مصر مكبلة بالعديد من المشاكل والمصاعب التي تتطلب منا النظر الى اولويات اخرى غير وكالة الفضاء المصرية. كنت ومازلت منتظر من السيد المستشار العلمي ان يضع خطة قومية بالتوافق مع علماء مصر المتعايشين مع الواقع في البحث عن حلول لهذه المشاكل والمصاعب، هل تعلم ياسيدي اننا مازلنا نعناني من النقص الشديد في القمح، هل تعلم ان الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز تكلم عن زراعة القمح ما معنا ان كمثل حبة انبتت سبع سنابل ، في كل سنبلةمائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"اي تنتج الحبة 700 ضعف لها "،وهذا مثل لكل شيئ يتم زرعه ليس للقمح فقط. وفي مصر لا يتعدى المعدل في انتاج القمح عن مائة ضعف بأي حال من الاحوال، ودول العالم المتقدم حقق قول الله تعالى في هذه الناحية وبالتالي لديهم الوفرة في الانتاج ونحن ان وصلنا الى انتاج عشرون اردب في الفدان خاصة في الاراضي الرملية والى حوالي 25 اردب في الاراضي الطينية نهلل ونفرح والعالم وصل الى اضعاف ذلك مع زرع القمع بمياه البحر!! لماذا؟ هل نطمع في حملة قومية من السيد المستشار العلمي للوصول الى المعدلات الإلهية او نقترب منها بدلا من هذه الفجوة الرهيبة. هل نطمع في سياسة علمية وخطة قومية لإيجاد بدائل لمصادر الطاقة سواء من الطاقة الشمسية او من الرياح او من الزبالة او.... ام ما زلنا نتمنى من الله ان نكتشف بحيرات بترول تحت الاراضي المصري مصر في احتياج شديد لمصادر طاقة جديدة لمواجهة النمو الصناعي المنتظر. هل نطمع في خطة قومية لتحلية مياه البحر لكافة المدن التي تطل على البحار في مصر باسعار اقتصادية بدلا من الاعتماد الكلي على مياه النيل، الكلام كثير عن ان يكون البحث العلمي هو قاطرة مصر للتنمية الصناعية والعلمية وعن مشروع قومي ضخم يستوعب كل الشعب المصري لاحداث هذه الطفرة، دعونا ان يكون هو محورنا في الحديث القادم باذن الله عن ماهو منتظر من رئيس مصر القادم في تحقيق طموح هذا الشعب المطحون.