تحدثت أثناء لقاء رئيس الجمهورية برؤساء الأحزاب محذراً من استغلال حادث رفح لقمع الحريات وحق الشعب فى التظاهر السلمى والإضراب عن العمل باعتبارها آليات ديمقراطية للضغط على صانع القرار للحصول على حقوق طال إهمالها، ولكن ثورة 25 يناير رفضت سقف التطلعات المشروعة لدى المصريين، الذين خابت آمالهم فى رفع الظلم عنهم وحل مشاكلهم، واقترحت على الرئيس أن تقوم الدولة بمبادرة فيتوجه كبار المسئولين فى وزارة القوى العاملة والوزارات المختصة إلى مواقع العمل لمناقشة العمال فى مطالبهم والتعرف على مشاكلهم ويمكن اشتراك الأحزاب السياسية فى هذه المبادرة حيث تتم دراسة مطالب العمال فى كافة المواقع ومناقشة إدارات المصانع والمنشآت سواء كانت عامة أو خاصة للاستجابة لها فوراً إذا كان ذلك ممكناً أو وضع جدول زمنى لحلها وإقناع العمال بذلك طالما أن الدولة جادة فى التعرف على مشاكلهم وحلها وأن هذا الأسلوب فى التعرف على المشاكل مبكراً سيجنب البلاد موجات من الإضرابات يمكن أن تؤثر فى استقرار المجتمع لإحساس العمال بأن الدولة غير جادة فى حل مشاكلهم، وحتى الآن لم تحرك الدولة ساكناً ولم يبادر أى مسئول بالاتصال بأى قطاع عمالى للتعرف على مشاكلهم، وتأكد لى أن عقلية كبار المسئولين سوف تؤدى إلى تفاقم الوضع عندما قرأت تحقيقاً صحفياً فى جريدة الأهرام يوم الثلاثاء الماضى حول إضراب عمال النقل العام، فهناك استهانة بحقوق العمال وهناك تضليل فى تناول مشاكلهم وتعبيرهم عنها يصل إلى حد الكذب الصريح، ومن المؤكد أن هذه العقلية هى التى تقف خلف تصاعد الإضرابات العمالية؛ لأنها لا تعرف كيف تتعامل معها بجدية وباحترام لحقوقهم المشروعة، فقد أصدر عمال النقل العام بياناً بمطالبهم وأنهم مراعاة لظروف العيد سوف يقومون فقط بإضراب جزئى فى أحد جراجات هيئة النقل العام، وهو إضراب تحذيرى بما سوف يقومون به من إضراب شامل إذا لم يستجب المسئولون لمطالبهم: فكيف تعاملت السيدة منى صبرى رئيسة هيئة النقل العام مع هذا الإضراب التحذيرى، لقد قامت بقلب الحقائق وتشويه تحركات العمال والتقليل من شأنهم بقولها: للأسف هناك قلة لا تريد أن تشعر بالمسئولية تجاه الوطنية وتريد أن تشير لوقف عجلة الإنتاج وكلما تقدمنا خطوة يعودون بنا إلى الوراء ووضعت ما حدث فى الجراجين المضربين (أثر النبى وإمبابة) أن قلة من العاملين حرضوا على الإضراب ومنعوا الغالبية من العاملين الذين يريدون العمل ويرفضون الإضراب من الخروج من الجراج، ووصفت النقابات المستقلة بأنهم لا يعرفون ماذا يريدون وكلما حققنا لهم مطلباً يرفعون سقف مطالبهم، ويزيد الطين بلة وصف المهندسين من الإدارة المركزية فى جراج أثر النبى حيث قال إن أربعة عمال من النقابة المستقلة قاموا بتحريض زملائهم للامتناع عن العمل وعندما رفض الغالبية الاستجابة لهم منعوهم بالقوة وأغلقوا مخرج الجراج لمنع خروج أى أتوبيس، وصف ذلك بالبلطجة ولا بد من وقفة من الدولة حتى لا تستمر هذه المهزلة، فهؤلاء المضربون لا يعلمون ماذا يريدون بالضبط وهدفهم واضح وهو تعطيل العمل ووقف الإنتاج وما يقوله المهندسون كذب صريح؛ لأن العمال أصدروا بياناً بمطالبهم وعلى رؤساء نقل الهيئة إلى وزارة الأوقاف وهم يعلمون جيداً ما يريدون وقد صبروا شهوراً عديدة فى مفاوضات عقيمة مع وزير النقل السابق. هل يمكن بهذه العقلية التفاهم مع العمال؟ وهل يمكن بهذه العقلية ضمان استمرار العمل بالاستهانة لمطالب المضربين؟ وهل يمكن بهذا الكذب الحيلولة دون الإضراب العام الذى أعلن العمال أنه سوف يعقب إجازة عيد الفطر؟ إن هؤلاء العمال ليسوا قلة وليسوا بلطجية بل هم إحدى فئات الشعب التى ظلمت طويلاً ولن تسكت على هذا الظلم إلى أن تتحقق مطالبها، أما هؤلاء المسئولون فإنهم يضللون كبار المسئولين بتزييف الحقائق والتهوين من شأنها.