مرة أخري يهدد بعض عمال وسائقي النقل العام بالإضراب, وهذه المرة مطلبهم الأساسي الانضمام لوزارة النقل وقد قوبل هذا الطلب بالرفض من وزير النقل وهو علي حق. الإضراب الآن منحصر في جراجين أثر النبي بالقاهرة, وجراج امبابة في الجيزة. فهل سويتسع الإضراب ليشمل جراجات أخري وهل سيؤثر ذلك علي مصالح المواطنين بسبب توقف هذه الخطوط؟ وما هو رد المسئولين وخطتهم لمواجهة هذه الأزمة؟ تقول المهندسة مني مصطفي( رئيس هيئة النقل العام): بعد ثورة25 يناير بدأت اضرابات العاملين بالهيئة وحققنا لهم العديد من المطالب وحصلوا علي امتيازات لكن حتي الآن مازالت لهم مطالب لكن إحقاقا للحق فإن الغالبية منهم تشعر بالمسئولية وتعمل وترفض الاضراب ونحن كمسئولين نعلم انهم يعملون في ظروف قاسية ووعدناهم بمزيد من التحسن لأحوالهم بعد تحسن اقتصاد البلد. للأسف هناك قلة لا تريد أن تشعر بالمسئولية تجاه الوطن وتريد أن تبتز لوقف عجلة الإنتاج وكلما تقدمنا خطوة يعودون بنا إلي الوراء وهذا ما حدث في جراجي أثر النبي وامبابة, حيث وقف قلة من الجراجين وحرضوا علي الإضراب ومنعوا الغالبية من العاملين الذين يريدون العمل ويرفضون الإضراب من الخروج من الجراج وتم عمل الإجراءات القانونية ضدهم, مجموعة من النقابات المستقلة, بعضها يريد تعطيل العمل وبعضها يرفض, أي هناك حالة انقسام فيما بينها وهم لا يعرفون ماذا يريدون, كلما حققنا لهم مطلبا يرفعون سقف مطالبهم والآن ينادون بالانضمام للوزارة وهم يعلمون استحالة تحقيق ذلك, وقد رد عليهم وزير النقل بالرفض لأنه لو وافق فهذا يعني ضم عمال النقل علي مستوي محافظات الجمهورية ال27, وبذلك نعوق العمل في الوزارة ونشكل عبئا عليها, وفي جميع دول العالم النقل الداخلي يتبع المحليات, ولا أعرف سبب إصرارهم علي هذا المطلب الغريب رغم علمهم بأن تحقيق ذلك يحتاج إلي تغيير القوانين الموجودة, يبدو أن الهدف من اصرارهم هو التخريب ووقف عجلة الإنتاج حتي لا نتقدم خطوة للأمام. وعن تأثير الإضرابات علي شبكة النقل في القاهرةوالجيزة وتعطيل مصالح المواطنين وحدوث تكدس علي المترو والميكروباص, تقول المهندسة مني: وضعنا خطة بديلة لتلافي هذا الإضراب ولتعويض المسارات التي توقفت مثلا اضراب جراج امبابة سوف يؤثر علي محافظة الجيزة وربطها بالقاهرة, لكن هناك جراجات أخري سوف تغطي الجراجات البديلة في الجيزة والمنيب وبدر وطيبة ميني باص, وفي القاهرة جراجات أثر النبي سيغطيه فم الخليج والمستقبل والأمل والبساتين. وفي جراج اثر النبي يصف المهندس سمير من الإدارة المركزية للجراج ما يحدث من مجموعة صغيرة عددهم نحو أربعة من النقابة المستقلة قاموا بتحريض زملائهم للامتناع عن العمل وعندما رفض الغالبية الاستجابة لهم منعوهم بالقوة وأغلقوا مخرج الجراج لمنع خروج أي اتوبيس ولا يمكن وصف ذلك سوي انه ابتزاز, وللأسف كلما استجاب المسئولون لمطالبهم يزيدون في البلطجة ولابد من وقفة من الدولة حتي لا تستمر هذه المهزلة, فهؤلاء المضربون لا يعلمون ماذا يريدون بالضبط وهدفهم واضح هو تعطيل العمل ووقف الانتاج. لقد حصل عمال هيئة النقل العام علي مكاسب في الفترات الأخيرة, منها علي سبيل المثال فقد تضاعفت دخولهم وبدل الوجبة كان يصرفه العامل بواقع20 جنيها زاد إلي200 جنيه, والبعض225 جنيها, وكان اقصي حلمهم أن يزيد فقط إلي30 جنيها. بالنسبة لحافز الإجادة للعامل والمهندس كان يتراوح بين13 و15 جنيها زاد إلي مائة جنيه ثابتة لجميع العاملين, بدل طبيعة العمل كانت النسبة التي يحصل عليها العامل تتراوح بين15 و30% زادت إلي40% من الراتب الأساسي. حصة السائق من الايراد اليومي زادت من4% إلي11% والمحصل10%, وهذه المكاسب حصل عليها العمال خلال الأشهر الأخيرة ومع ذلك لا يوجد رضاء رغم ضخامة ما حققوه, واستمرار الإضراب والابتزاز لابد أن يتبعه وقفة من الدولة واجراء رادع من المسئولين وعدم الرضوخ للابتزاز أكثر من ذلك, خاصة أن المحرضين عددهم لا يزيد علي أصابع اليد وهم مصدر القلق و98% من العاملين يرفضون الإضراب.