شهد الخليج العربي ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، خاصة في الكويت، التي سجلت درجات الحرارة اليوم 51 درجة مئوية وسط تزايد في معدلات الحرائق اليومية. وارتفعت الأحمال الكهربائية في الكويت لتلامس المنطقة الصفراء في المؤشر الكهربائي، الذي يسبق المنطقة الحمراء في المؤشر مباشرة، إذ قفزت الأحمال أمس إلى 13 ألفا و850 ميجاوات، بزيادة بلغت 325 ميجاوات عن استهلاك أمس الأول، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت ال50 درجة مئوية، والعودة إلى العمل بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك أمس. ورصد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي درجات الحرارة في الساعة الثالثة والنصف عصرا على الأسفلت عند 68 درجة، وأدى ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد الطلب على الكهرباء والمياه إلى حدوث انقطاعات في التيار الكهربائي بعدد من المناطق في الكويت، إلا أنّ فرق الطوارئ نجحت في إعادة التيار مرة أخرى خلال فترة وجيزة. وشهدت منطقة الصليبية انقطاعا في المياه نتيجة تزايد الطلب عليها، وضعف كميات المياه الواصلة إليها في وقت الظهيرة، إلا أنّها سرعان ما عادت إلى معدلاتها الطبيعية بعد انخفاض درجات الحرارة تدريجيا على مدار اليوم. من جانبها، أعلنت الإدارة العامة للإطفاء الكويتية ارتفاع بلاغات الحرائق بشكل كبير خلال الساعات الماضية، وطالبت المواطنين بتوخي الحذر إزاء ارتفاع درجات الحرارة، التي تؤدي إلى زيادة معدلات الحرائق بسبب لجوء البعض إلى تشغيل أجهزة التكييف بلا توقف، ما يزيد الأحمال على التيار الكهربائي. وأشارت الإدارة العامة للإطفاء إلى تلقيها بلاغين خلال الأيام الثلاثة الماضية باحتراق سيارات، إذ التهم الحريق الأول 7 سيارات كانت متوقفة في إحدى الساحات الترابية بمنطقة الظهر، بينما التهم الآخر 6 سيارات وكرفان في منطقة النسيم. وأعلنت وزارة الإعلام الكويتية تغيير مواعيد النقل الخارجي، وقال المهندس مشعل العجمي مراقب النقل التلفزيوني الخارجي في وزارة الإعلام، إنّ إدارة النقل الخارجي اتخذت قرارا بالتنسيق مع قطاعات الوزارة بتجنب العمل وقت الظهيرة اعتبارا من الساعة ال12 ظهرا وحتى الساعة ال2 بعد الظهر، للحفاظ على المعدات والأجهزة والكاميرات من التلف، ولحماية الكوادر البشرية من أشعة الشمس والإرهاق الشديد". وتقدّم النائب بمجلس الأمة الكويتي فيصل الكندري باقتراح بقانون بشأن تأخير ساعات الدوام الرسمي في فصل الصيف، واعتماد الفترة المسائية للدوام لتصبح من الخامسة عصرا حتى العاشرة مساء في الجهات الحكومية بداية من أول يونيو وحتى نهاية أغسطس سنويا، لافتا إلى أنّ هناك دراسات مستقبلية تنبؤية أوضحت أنّ منطقة الخليج مقبلة على تغيرات مناخية ترتفع معها درجات الحرارة تصل 60 درجة مئوية. لكن ديوان الخدمة المدنية الكويتي أكد أنّ بيئة العمل في الجهات الحكومة مكيّفة ولا تستدعي تغيير مواعيد الدوام، كما أنّه لا يوجد نص قانوني بتغيير ساعات العمل في حالات الحر الشديد. وتوقع عدد من خبراء الأرصاد والبيئة أنّ تشهد الكويت ومحيطها الخليجي والعربي موجة غير مسبوقة من الحر الشديد خلال الصيف، ليكون هذا العام واحدا من أشد الأعوام حرارة منذ سنوات، وذلك بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى إحداث تغيير كبير في طبقة الغلاف الجوي، وكذلك بسبب ظاهرة "نينو"، وهي ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي، وتعمل على ارتفاع درجات الحرارة.
