ظهر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع اليوم الأحد خلال اجتماع مع وفد إيراني في العاصمة دمشق، بعد أسابيع من انتشار شائعات عن انشقاقه وانضمامه لصفوف المعارضة. وظهر الشرع في لقطات تلفزيونية وهو بحالة صحية جيدة ويضع على عينيه نظارة. كان الشرع -73 عاما- ظهر آخر مرة بشكل علني في تموز الماضي عندما شارك في تشييع جنازة أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين السوريين الذين قتلوا في انفجار قنبلة في الثامن عشر من تموز الماضي في دمشق. ونفى مكتب الشرع في وقت سابق هذا الشهر التقارير التي أشارت إلى انشقاقه. جدير بالذكر أن الشرع يتولى منصب نائب الرئيس السوري منذ عام 2005. من جانبه، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد اليوم ان بلاده ستواصل حربها ضد ما أسماه "مخطط" يستهدف شعبه. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن الأسد قوله إن "الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطط بالمرور والوصول إلى أهدافه مهما كلف الثمن". وأكد الرئيس السوري خلال لقاء جمعه برئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي على أن ما يجري حاليا من مخطط ليس موجها ضد سوريا فقط و" إنما ضد المنطقة بأسرها التي تشكل سوريا حجر الأساس فيها". كانت إيران -أحد أكبر حلفاء النظام السوري أعلنت أنها تعتزم طرح خطط لسحب فتيل الأزمة السورية- التي اندلعت قبل ثمانية عشر شهرا- خلال قمة تستضيفها طهران هذا الأسبوع لحركة عدم الانحياز التي تضم في عضويتها مئة وعشرين دولة. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن بروجردي قوله اليوم الأحد في دمشق، إن بلاده حريصة على أن تتجاوز سوريا أزمتها. وتعهد المسؤول الإيراني بأن تواصل بلاده دعمها لسورية، مؤكدا أن احتياجات الأمن السوري لا يمكن تغافلها. في الوقت نفسه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية السورية على مدينة داريا منذ خمسة أيام المتاخمة لدمشق أودى بحياة 320 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن 120 شخصا لقوا حتفهم أمس السبت فحسب في داريا بعدما تمكنت القوات النظامية من استعادة السيطرة على المدينة من الثوار في أعقاب قصف عنيف. واتهم المرصد قوات الأسد بتنفيذ عمليات إعدام سريعة خلال غارات تتنقل من منزل لمنزل بعد استعادة السيطرة على المدينة. ونشر نشطاء المعارضة تسجيلا مصورا عبر الإنترنت لجثث أشخاص قالوا إن قوات الأسد قتلتهم في داريا، وأظهر التسجيل عشرات الجثث مسجاة في صفوف داخل المساجد وعلى الأرصفة. كانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أعلنت أن القوات "طهرت" داريا من "فلول العصابات الإرهابية" واكتشفت مخابئ للأسلحة والذخيرة في المدينة. وأضافت "سانا" أن القوات الحكومية تنفذ عمليات خاصة في مدينة حلب شمال البلاد حيث تشتبك مع الثوار منذ عدة أسابيع. وقتلت القوات السورية 44 شخصا على الأقل معظمهم في ريف دمشق ومحافظة درعا جنوبي البلاد، حسبما أفاد نشطاء. ويتعذر التحقق من المعلومات الواردة من سوريا حيث تحظر السلطات دخول معظم وسائل الإعلام المستقلة، المناطق المضطربة منذ اندلاع الثورة منتصف آذار 2011 .