في موقف يعتبر الأكثر وضوحاً في إشارته إلى مدى الدعم الإيراني لبقاء النظام السوري في وجه الاحتجاجات المتصاعدة ضده، نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن حسين طائب رئيس دائرة استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني أمس إن على إيران مسؤولية «دعم حكومة الرئيس بشار الأسد وعدم السماح بكسر خط المقاومة». "الحياة اللندنية" وترافقت تصريحات طائب مع وصول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إلى دمشق لبحث العلاقات السورية - الإيرانية وتنسيق مواقف البلدين قبل قمة دول عدم الانحياز التي تعقد في طهران.
وفي الوقت الذي تتزايد الروايات المتعلقة بمصير نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وآخرها ما رددته وسائل إعلامية أمس من انه موجود منذ أيام في الأردن، ظهر على بعض المواقع الالكترونية خبر عن صدور مرسوم رئاسي سوري بإقالة الشرع من منصبه «بعد هروبه إلى خارج القطر»، غير أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) سارعت إلى نفي صدور المرسوم.
وقالت أن الخبر «كاذب ومفبرك» وان البريد الالكتروني الذي نشر عليه الخبر «وهمي» واتهمت «جهات مضللة» بالقيام بذلك.
وكانت السلطات السورية نفت الأسبوع الماضي نبأ انشقاق الشرع في بيان قالت انه صادر عن مكتبه، وبثته وكالة «سانا»، وذلك بعد تداول معلومات تفيد عن انشقاقه وفراره إلى الأردن.
من جهة أخرى دعت صحيفة «البعث» الحكومية أمس المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي إلى اعتماد «الاطر والمحددات التي توافق عليها دمشق» كي ينجح في مهمته.
وطالبته بعدم سلوك طريق سلفه كوفي انان حتى لا يفشل. وقالت انه في حال سلوك هذا الطريق «يكون اختار أن يخوض معركته السياسية والدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي بنفس الأدوات والمعدات والأسلحة البالية والعقيمة التي خلفها له المبعوث السابق».
واعتبرت أن هذه الأدوات «باتت لا تصلح لخوض غمار هكذا معركة ما يعني توقع نفس النتائج والنهايات التي آلت إليها مهمة سلفه الذي آثر رفع الراية والاستسلام للضغوطات الغربية والأميركية».
وقالت «الثورة» أن المدخل الصحيح لتنفيذ أي مبادرة لحل الأزمة في سورية «لا بد أن يكون عبر البوابة السورية ووفق الأطر والمحددات التي توافق عليها دمشق». وأكدت أن الولوج عبر البوابة السورية يعني الولوج إلى الحقيقة.
وكان الإبراهيمي أبدى تخوفه من المهمة التي تنتظره. وقال بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك أول من أمس أن «الشعب السوري يتقدم على كل شيء. وسنعمل على تقديم المساعدة قدر الإمكان».
ميدانيا، تصاعدت حدة المواجهات في حلب حيث يخوض كل من النظام والمعارضة معركة حاسمة للسيطرة على المدينة. بينما أعلن «الجيش السوري الحر» سيطرته الكاملة على معبر باب الهوى عند الحدود السورية - التركية.
وقام الطيران السوري بقصف عدد من أحياء حلب التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون كليا أو جزئيا. ونقلت مراسلة لوكالة «فرانس برس» من حلب أن شوارع المدينة شهدت معارك عنيفة فيما وقف مواطنون في صفوف طويلة أمام المخابز مع تفاقم أزمة التموين.
وأقام «الجيش السوري الحر» عدداً من الحواجز في إحياء مختلفة وكان يفتش السيارات. وبدا انه يسيطر على الوضع في هذه الأحياء. وأكد مقاتلون أنهم يسيطرون على نحو ثلثي المدينة التي تتواصل فيها المواجهات العنيفة مع قوات النظام.
وفي الحي القديم لكبرى مدن الشمال السوري، قال احد مقاتلي المعارضة أن «معظم الناس رحلوا». وأضاف: «نحاول مساعدة الذين بقوا قليلا وهم يدعموننا».
وفي دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت منتصف ليل أول من أمس على طريق دمشق - درعا في حي القدم، أدت إلى إصابات في صفوف قوات النظام. كما تعرضت يبرود وكفر سوسة وسقبا في ريف دمشق لقصف عنيف بالصواريخ وقذائف الهاون.
واستخدمت هذه القوات الطائرات الحوامة في القصف كما شوهدت طائات حربية في سماء يبرود. وتعرضت درعا البلد لقصف صاروخي ومدفعي عنيف.
وقال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام سوت مدينة الحراك بريف درعا بالأرض، بعد اقتحامها، وإن «الجيش الحر» اضطر للانسحاب من المدينة حفاظاً على أرواح المدنيين، وبسبب نقص الذخيرة. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن جيش النظام شن حملة دهم واعتقال في مدينة داريا بريف دمشق بعد اقتحامها. وأكدت المعارضة أن جيش النظام ارتكب مذبحة في المدينة، وقام بحرق الجثث.
وأكدت مصادر في المعارضة السورية و»الجيش الحر» انشقاق قائد الفرقة السابعة في الجيش السوري اللواء محمد موسى الخيرات. وقالت انه وصل إلى الأردن مع أفراد عائلته المكونة من 8 أفراد.
إلى ذلك، أعلن «الجيش الحر» أنه تمكن من تهريب 18 ضابطاً برتب مختلفة إلى الأراضي الأردنية ليلة أول من أمس، بينهم الى الخيرات، العميد سمير جمعة قائد مدفعية ميدان فيلق 1، والعقيد الطيار نضال غزاوي والعقيد سمير غزاوي من إدارة التسليح.
من جهة أخرى وفي موقف مخالف للتعليقات التركية التي ظهرت بعد التفجير الذي وقع في مدينة غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص، استبعد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو احتمال وجود صلة بين سورية وموجة الهجمات التي شنها مؤخراً «حزب العمال الكردستاني».
وقال أن الاضطرابات في سورية ليست السبب في المشكلات التي تشهدها تركيا. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون التركي أن «المنظمة الإرهابية ربما تريد استغلال الفوضى في سورية لكن الظن بأن أحداث الإرهاب في تركيا تعود إلى سورية سيكون نهجا قاصرا. وليس من الممكن شرح الإرهاب من خلال عامل واحد». مواد متعلقة: 1. الحرس الثوري الإيراني يؤكد التزامه باتفاقية دفاع مشترك مع سوريا 2. الحرس الثوري الإيراني يبدأ مناورات "الفجر" البرية 3. الحرس الثوري الإيراني يعتقل جاسوسا بالقرب من طائرة الرئيس نجاد