معركة شرسة على رئاسة النادى الأهلى ينتظرها المهندس محمود طاهر الغائب عن الصورة منذ فترة طويلة. يعلن المحيطون بطاهر أنه اختار لنفسه أن يسير على خطى ومبادئ رئيس الأهلى الراحل صالح سليم. ويأتى ترشيح طاهر لنفسه فى وقت يعانى فيه الأهلى من اضطراب، ليكون الرئيس المقبل كمن سيمشى «على حد السكين»، يقول السابقون إن شعرة تفصل ما بين المرونة والتلون، أما المقربون من محمود طاهر، المرشح لانتخابات الأهلى المزمع إجراؤها فى أواخر مارس المقبل، فيرون فى مرشحهم شخصا ثابتا على المبدأ مع مرونة ستمكن النادى العريق من النفاذ من عنق الزجاجة التى حُشر فيها منذ أن اضطربت الرياضة فى مصر بسبب الأحداث السياسية التى بدأت مع يناير 2011، وتفاقمت مع «أحداث استاد بورسعيد» فبراير 2012. وقتما غيب الموت الرئيس الراحل صالح سليم، لم يظهر «طاهر» على شاشات الإعلام لينعى أستاذه ووالده الروحى، كى لا يدخل فى صراعات، لأنه يعرف مبادئ القلعة الحمراء التى رسخها صالح سليم وظل يحترمها وآثر الابتعاد عن الدخول فى صراع سيخرج الكل منه خاسرا، وهو ما تجلى فى دخوله السباق الانتخابى عام 2004 على منصب أمين الصندوق، إلا أنه لم يُوفق وخسر المنصب لصالح محمود باجنيد، فخرج فى هدوء وكبرياء، حافظ على الكيان وطبق شعار الراحل صالح سليم ووضع «الأهلى فوق الجميع». حتى عندما سعى إليه الكرسى، وعين فى مجلس إدارة اتحاد الكرة، عام 2009، رفض أن يسير فى الطريق المرسوم، لأنه لا يرضيه إلا أن يسير فى طريق يرسمه بنفسه، ويتماشى مع ما تربى عليه فى سنين طوال، تقدم باستقالته اعتراضاً على سياسة الاتحاد فى عقود الرعاية، ورغبة بعض المسئولين فى الاتحاد وقتها فى محاباة بعض الأصدقاء، ليبرئ ذمته أمام الجميع. وتدور الأيام ويعود «طاهر» للصورة، ويترشح على مقعد الرئاسة ويدخل السباق الانتخابى فى وقت لم يخشَ فيه من تحمل المسئولية، فالنادى الأهلى يمر بمرحلة صعبة، فى الجانب الرياضى فريق الكرة فى مرحلة إحلال وتجديد، والجانب الاقتصادى يعانى، وأزمات العمال لا تنتهى، إلا أنه لا يخشى المواجهة ويجد فى نفسه القدرة على قيادة السفينة الحمراء وسط كل هذه العواصف، رغم ابتعاده عن الصورة طوال هذه السنوات، فإنه ما زال منافساً مقلقاً للجميع، وطريق منافسيه لسدة الحكم لن يكون مفروشاً بالورود.