قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن "حركة التهريب عبر أنفاق غزة تأثرت بالحملات الأمنية التي تشنها القوات المصرية في سيناء، لكنها ما زالت تعمل تحت إشراف حماس"، وأضافت إن حماس كانت تتمنى أن يقوم الرئيس مرسي بفتح معبر رفح، وأن يسمح بتدفق التجارة من وإلى غزة بعد الحصار القائم منذ خمسة سنوات إلا أن الأمور لم تسر حسب تلك التوقعات. ونقلت الصحيفة عن غازي حمد، رئيس سلطة المعابر والحدود بقطاع غزة، أن الرئيس محمد مرسي لم يَعِدْ بأن تتغير الأمور جذريا بالنسبة لقطاع غزة، لكنه يحاول أن ينأى بنفسه عن سياسة سلفه حسني مبارك في الحصار، وأضاف غازي أن من الخطأ توقع الكثير من النظام الجديد في مصر، فمصر بلد كبير ومشكلة غزة هي مجرد واحدة من بين مشاكل كثيرة تواجهها مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلة غزة أصبحت أكبر بالنسبة لمصر بعد هجوم رفح، الذي جدد المخاوف بشأن تهريب الأسلحة والمسلحين عبر الأنفاق الحدودية، وتابعت "إن الفكرة التي طرحها بعض قاده حماس بإقامة منطقة تجارة حرة مع مصر يمكن أن تتسبب في عواقب غير محسوبة، فتعزيز العلاقات بين مصر وغزة تعني تعميق انفصال غزة اقتصاديا وسياسيا عن الضفة الغربية، وتقويض فرص دمج الضفة وغزة في الدولة الفلسطينية، كما يمكن أن يضر ذلك بدور مصر في محاولات التوسط في اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، لأنه سيحسن من اقتصاد غزة المتعثر، وعندها لن ترغب حماس بالمصالحة". وتوقع غازي حمد أن تقدم مصر تسهيلات محدودة على حدود غزة في الوقت الراهن، مثل السماح بعبور مزيد من الأشخاص ونقل الكهرباء والوقود لغزة، لأن الحكومة المصرية حذرة للغاية وتتحرك خطوة خطوة، وأضاف حمد أن مصر تشعر بأن العلاقات التجارية الكاملة مع غزة ستعمق من الانقسام الفلسطيني وتوفر فرصة لإسرائيل لتفريغ غزة، ومن جانبهم، يتحدث الفلسطينيون مع الجانب المصري ويؤكدون أن غزة جزء من فلسطين وليست جزءا من مصر.