وصف سفير مصر فى موسكو، الدكتور محمد البدرى، زيارة وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسى، إلى روسيا بالتاريخية، وقال إن هدفها الأول والأخير مصلحة مصر، مشيراً إلى أن وزير الصناعة، منير فخرى عبدالنور، سيزور «موسكو» نهاية مارس المقبل، لتوقيع عدد من الاتفاقيات مع الجانب الروسى. وقال «البدرى» فى حواره مع «الوطن» إن ثورة 30 يونيو أعادت إلى مصر توازنها فى السياسة الخارجية وسمحت لها بالانفتاح على كل الدول الفاعلة على الساحة الدولية. فى رأيك، ما نتائج زيارة المشير السيسى ووزير الخارجية نبيل فهمى إلى موسكو؟ - الزيارة تاريخية، لكنها لم تشهد توقيع أى اتفاقيات بين الجانبين فى الوقت الراهن، ووزير الصناعة المصرى سيزور موسكو نهاية مارس المقبل لتوقيع عدد من الاتفاقيات التى نحضر لها حاليا. ■ وماذا عن تصريح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن ترشح السيسى للرئاسة؟ - لا توجد أى علاقة بين زيارة المشير بمسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية، لأن هدف الزيارة الأول والأخير هو مصلحة مصر، وشاركت بنفسى فى الجلسة التى علق بوتين خلالها على ما توارد من أخبار حول نية المشير الترشح للرئاسة، إذ قال بوتين «نتمنى لك التوفيق» فقط. ■ وما أسباب تحول سياسة مصر الخارجية تجاه روسيا بعد ثورة 30 يونيو؟ - من الصحيح أن تغير الدول من بعض مسارات سياستها الخارجية بعد الثورات، بما يتناسب مع مصالح الشعوب، وهذا ما فعلته 30 يونيو التى أعادت إلى مصر توازنها على صعيد السياسة الخارجية، وفتح كل قنواتها الخارجية لخدمة مصالحها الاستراتيجية، وروسيا جزء من هذا المتغير الذى شمل تطوير العلاقات مع كل الدول الفاعلة على الساحة الدولية. ■ هل ترى أن إعادة تعميق العلاقات المصرية الروسية دفع واشنطن للموافقة على قانون فك القيود عن المساعدات المعلقة، الذى أقره الكونجرس مؤخرا بأغلبية كبيرة؟ - لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال بشكل مباشر، فالعلاقات مع الولاياتالمتحدة لها ديناميكيتها الخاصة، لكن يجب أن أؤكد أن العلاقات مع موسكو يجب ألا تمر بواشنطن أو العكس، فكل علاقة لها أسسها، ويجب ألا نغفل أن مصر دولة استراتيجية وبؤرة توازن فى منطقتها وكل الأطراف يهمها أن تطور علاقات قوية معها، حيث إن قيمة مصر فى ذاتها وليس فى علاقاتها الخارجية. ■ كيف تقيم زيارات وفود الدبلوماسية الشعبية بين القاهرةوموسكو؟ - زار روسيا 3 وفود للدبلوماسية الشعبية خلال أقل من سبعة أسابيع، ولم يتأخر الجانب الروسى فى الاستجابة لها، كما استقبلت القاهرة وفداً من الدبلوماسية الشعبية الروسية، وتقديرى أن هذه الوفود مهمة للغاية لأنها تنقل لكل طرف النبض الحقيقى للشعب. ■ متى سيأتى بوتين لزيارة مصر؟ - وجهنا الدعوة للرئيس بوتين لزيارة مصر، ومن الطبيعى أن تأخذ هذه الزيارات وقتها لتتبلور، فلقد بدأنا تفعيل العلاقات من خلال زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى، فى سبتمبر الماضى، وأعقب ذلك زيارة وزيرى الخارجية والدفاع للقاهرة، ثم الرد بزيارة وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية، نبيل فهمى، وأتوقع أن يتوج هذا الجهد بزيارة للرئيس بوتين بمجرد تنفيذ الاستحقاقات السياسية. ■ وماذا تتوقع حول دور روسيا فى الشرق الأوسط بعد تراجع النفوذ الأمريكى نسبيا؟ - الدور الروسى فى الشرق الأوسط آخذ فى الصعود، وشعرنا بذلك من خلال التوصل لاتفاق الأسلحة الكيماوية السورية واتفاق مجموعة 5+1 مع إيران حول برنامجها النووى، فضلا عن عضويتها الفاعلة فى الرباعية الدولية الخاصة بعملية السلام فى الشرق الأوسط، وهو سبب أدعى لأن يتطور الحوار بين القاهرةوموسكو خلال الفترة المقبلة.
