بعد أن محت دولة عربية من خريطة القارة الأفريقية ونشرت صورتها على موقعها الرسمي، اضطرت وزارة الخارجية الإثيوبية للاعتذار عن الخطأ "غير المقصود" تحت ضغط ما؛ بدى كأنه مظاهرة إلكترونية من النشطاء الصوماليين، فضلًا عن اهتمام العديد من وسائل الاعلام العالمية بنشر الخبر الخاص بخطأ الدولة التي تستضيف مقر الاتحاد الأفريقي. ورغم أن الخطأ المتعلق بنشر خرائط غير دقيقة أو منقوصة وارد في العديد من وسائل الاعلام والجهات الرسمية، فقد مثّل نشر الصورة الخاطئة حساسية شديدة لدى الجانب الصومالي في ضوء الخصومة والحروب السابقة بين البلدين، وأعربت وزارة الخارجية في إثيوبيا عن اعتذارها، بعدما نشرت على موقعها الإلكتروني خريطة للقارة الأفريقية غابت عنها دولة الصومال الجارة لإثيوبيا. وظهرت الصومال في الخريطة كجزء من دولة إثيوبيا، التي اعتبرت أن منطقة الحكم الذاتي، أرض الصومال، دولة مستقلة، حسبما ذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" وقالت الخارجية الإثيوبية، إنَّ وضع الخريطة بهذا الشكل على موقعها الإلكتروني "خطأ وغير مقبول"، مشيرة إلى خطأ عمل فريق التقنية على معالجته. ونشر عدد من ردواد مواقع التواصل الاجتماعي صور أخرى تظهر تبعية أراضي إثيوبية حالية للصومال تاريخيا، واتهم الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي الحكومة الإثيوبية باستفزاز الصومال عن عمد؛ وكان البلدان منذ فترة طويلة خصمين وخاضا حروبًا على الحدود منذ عام 1964. وفي تناولها لخبر الاعتذار الإثيوبي، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على موقعها الإنجليزي، تسلسل زمني لمحطات رئيسية في العلاقات بين البلدين، وأشار ال"تايم لاين" إلى الآتي: * 1964 و1977: اندلعت حربان على منطقة أوغادين التي يقطنها الصوماليون. * 1988: توقيع اتفاق سلام، بعد 3 سنوات دخل الصومال في حرب أهلية. * 1996: دخلت القوات الإثيوبية الصومال لهزيمة المقاتلين الإسلاميين في بلدة لوق. * 2006: القوات الاثيوبية تتدخل في الصومال وتطرد الاسلاميين من السلطة. * 2009: يغادر الجنود الإثيوبيون الصومال رسمياً، لكنهم يبقون في البلاد حتى يومنا هذا كجزء من قوة التدخل التابعة للاتحاد الأفريقي التي تقاتل متشددي حركة الشباب الإسلامية. * يونيو 2018: رئيس وزراء إثيوبيا الجديد أبي أحمد يزور الصومال لتعزيز العلاقات. * أكتوبر 2018: وقعت حكومة آبي اتفاق سلام مع المتمردين الذين يقاتلون من أجل انفصال أوغادين. وذكرت "بي بي سي"، أنَّ البعض مشاكل أخرى مع الخريطة المنشورة على الموقع الإثيوبي، على سبيل المثال، أظهرت أن جمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أصبحتا دولة واحدة ولم تظهر جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان في عام 2011، وأيضا يمكن ملاحظة أن الخريطة قد حذفت مثلث حلايب وشلاتين المصري من خريطة مصر. لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الصومالية، ولكن رحب وزير الخارجية الصومالي السابق يوسف جراد بإزالة الخريطة، لكنه استفسر عن كيفية رسمها ولماذا في المقام الأول. وقال بيان وزارة الخارجية الإثيوبية، إنَّها ليست متأكدة من كيفية تسلل الخريطة "غير المقبولة" إلى الموقع "غير المتصل حاليًا"، لكن البيان قال إن فريقها الفني يعمل على ضمان أمن الموقع. وأوضح موقع "نيوز" الأسترالي، أن الواقعة تسببت في ردود فعل عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء صوماليين، اعتبروا أن الخريطة أظهرت مشاعر إثيوبيا الحقيقية تجاه جيرانها - مما يشير إلى أنها تريد ضم الصومال، بل إن البعض ردوا بخرائط خاصة بهم تشير إلى أراضي إثيوبيا وهي تابعة للصومال. وجرى إزالة الخريطة الآن واستبدالها بشعار وزارة الخارجية.