قرر المهندس أحمد علي أحمد، محافظ الفيوم، صرف مبلغ عشرة آلاف جنيه لأسرة كل من مكرم صديق طانيوس وهاني صديق، ومبلغ خمسة آلاف جنيه لأسرة كل من ماجد ثابت حلمي وأحمد هاشم صالح، بالإضافة إلى تبرع أحد رجال الأعمال بنفس المبالغ لأسر ضحايا السقوط فى بئر الصرف الصحي "طرنش" بمنزل المواطنين الثلاثة الأوائل، بعزبة أحمد عاشور التابعة لقرية الحمدية بالوحدة المحلية لقرية قلمشاة بمركز إطسا بمحافظة الفيوم. كانت العزبة قد شهدت حادثا مأساويا بوفاة أربعة أفراد من أبناءها جراء سقوطهم في بئر للصرف الصحي. وسقط الشاب هاني مكرم في البئر في البداية، وعندما حاول والده إنقاذه لقي حتفه، وكذلك كان مصير الضحية الثالثة ماجد ثابت والرابع جارهم أحمد هاشم، الذين حاولا إنقاذهما عندما سمعا أصوات الاستغاثة. وشيعت العزبة، الجمعة الماضية، جثامين ضحايا الحادث الأربعة، وهم مكرم صديق طانيوس 60 سنة، عائل أسرة، ونجله هاني 25 سنة، وقريبهما ماجد ثابت حلمي 30 سنة، وجارهم أحمد هاشم صالح 35 سنة، فيما أصيب كل من محمود غريب محمد 52 سنة، ومحمد ربيع سلطان 25 سنة، ومحمود سعداوي 50 سنة، خلال محاولتهم إنقاذ الرجل ونجله وقريبه، في مشهد حقيقي يجسد عمق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين. وخرج أهالي العزبة من المسيحيين والمسلمين في تشييع جثامين المتوفين، وكذلك من أجل تعزية أسر ضحايا بئر الصرف الصحي الواقع أمام منزل الأسرة المسيحية، متوجهين إلى مقابر دير مار جرجس بسيدمنت الجبل. وترجع الواقعة كما يرويها وليد محمد بيومى، موجه بالتربية والتعليم ومن أبناء العزبة، إلى أن البلدة بها الكثير من الأقباط ويتعايشون في مشهد يجسد الوحدة الوطنية منذ أكثر من 70 سنة، ولا يوجد صرف صحي بالقرية، حيث يقيم الأهالي آبار "طرنشات" أمام منازلهم، وبين الفترة والأخرى يتم كسحها لتفريغها من المياه. وخلال محاولة كسح محتوى البئر من قبل الشاب هاني مكرم، أصيب بحالة إغماء مفاجئ بسبب الغاز الصادر منه، فسقط داخله، وأسرع والده إليه ومد يده في البئر محاولا إنقاذه، إلا أنه سقط هو الآخر، وعندما شاهد قريبهما ماجد ثابت ما يحدث حاول إنقاذهما، فسقط أيضا داخل البئر. وأضاف بيومي أنه مع استغاثات أسرة الضحايا الثلاث توجه الشاب أحمد هاشم صالح إلى هناك من أجل إنقاذ جيرانه من البئر، ولكن القدر لم يمهله، فسقط ليلقى مصيرهم ويفقد حياته، وهو ما دفع كل من محمود غريب محمد 52 سنة، ومحمد ربيع سلطان 25 سنة، ومحمود سعداوي 50 سنة، لمحاولة إنقاذ أحمد هاشم الواحد تلو الآخر، فأصيبوا بإصابات متفرقة، مشيرا إلى أن محافظ الفيوم لم يتوجه إلى العزبة رغم وعوده من أجل تقديم التعزية لأسر الضحايا، وشكرهم على الروح الطيبة بينهم، وطالب بأن يتم صرف تعويضات أو معاش لأسرتي الضحايا المسيحيين والمسلمين لتشجيعهم. وفي سياق متصل، قرر طلعت عبد الحكيم وعلي عبد الحميد، عضوا مجلس إدارة الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة بقلمشاة، أن الجمعية ستقدم مساعدات مادية عاجلة كمصاريف للجنازة لضحايا الحادث من المسلمين والأقباط، كما قررت تقديم مساعدات عينية عاجلة من الدقيق والمواد الغذائية والسكر وغيرها لأسر الضحايا والمصابين. وكانت النيابة قد صرحت بدفن الجثث الأربعة لعدم وجود شبهة جنائية وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وتولت التحقيق