كشّر النظام الأسدى عن أنيابه ليحصد أرواح 4 آلاف سورى فى شهر أغسطس الجارى فقط وليصبح الأكثر دموية منذ بداية الثورة السورية فى مارس 2011 فيما تمضى المساعى الدبلوماسية والجهود الدولية فى مسارها الباهت. وأعلن مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبدالرحمن، أن شهر أغسطس، الذى لم يكتمل بعد، يعد «الأكثر دموية مع مقتل أكثر من ثلاثة آلاف مدنى و918 عنصراً من القوات النظامية و38 منشقاً عن الجيش السورى». ويضاف إلى هذه الحصيلة «أكثر من 200 جثة تم دفنها دون أن يتمكن أحد من التعرف عليها». وفى اتصال عبر «سكاى بى»، قال الناشط الميدانى من حمص، رامى كامل، ل«الوطن»: «من شهر إلى آخر يزيد حجم الإجرام ويستخدم النظام أبشع وسائل القتل.. كنا نقتل بالرصاص بعدها بالرشاشات ومن ثم بقذائف الهاون والدبابات المدفعية، ومؤخراً بقذائف المروحيات والصواريخ». وأضاف: «إنها نسبة مفزعة ولكن سكوت العالم عنها يثير مزيداً من الفزع، فلا توجد دولة تقف بجانبنا». من جانبه، قال رئيس المكتب الإعلامى للواء «رجال الله» فى «الجيش السورى الحر»، وائل جمعة، ل«الوطن»: «إن النظام فقد السيطرة على أكثر من 75% من التراب السورى ولا يملك سوى المدفعية والطائرات لدك المدن». وأرجع جمعة دموية أغسطس إلى «فقدان النظام للعاصمة الاقتصادية حلب». فيما رأى عضو الفريق الإعلامى للمجلس الوطنى السورى المعارض أبوالجود الحمصى أن «نظام الأسد أراد أن يزرع اليأس فى قلوب الناس باسترجاع حالة الخوف لدى الشعب.. النظام يسعى لإيقاف الثورة بأى ثمن». وسياسياً، قال المبعوث الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمى، إن أولويته ستكون «مصلحة» الشعب السورى. وأكد، فى مستهل لقاء فى نيويورك أول من أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، إنه سيضع مصالح الشعب السورى فوق أى اعتبار. وأضاف الدبلوماسى الجزائرى مخاطباً كى مون «عندما اتصلت بى قلت لك إننى شعرت بالفخر والرهبة وأنا ما زلت فى هذه الحالة»، حيث يعتبر أن حجم مهمة إنهاء النزاع السورى «مخيفة». وتعهد الإبراهيمى بتجريب أساليب جديدة. يأتى ذلك فى الوقت الذى غادر فيه رئيس بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا الجنرال بابكر جاى أمس دمشق مع انتهاء مهمة البعثة التى يترأسها بقرار من مجلس الأمن الدولى. وعلى الصعيد الميدانى، انشق أول قائد ميدانى فى الجيش السورى، وهو قائد الفرقة السابعة فى جيش النظام، اللواء محمد موسى الخيرات. وأكدت مصادر معارضة أن اللواء دخل الأردن برفقة عائلته، فيما واصل الطيران السورى أمس قصفه عدداً من الأحياء التى يسيطر عليها المعارضون المسلحون كلياً أو جزئياً. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن المعارضين فى سوريا أفرجوا أمس عن أحد الشيعة اللبنانيين ال11 الذين جرى احتجازهم كرهائن فى محافظة حلب فى مايو الماضى. وقالت المصادر إن حسين على عمر (60 عاما) وصل إلى تركيا ومن المقرر أن يسافر جواً إلى لبنان فى وقت لاحق. ولم تتوفر أية تفاصيل بشأن ملابسات الإفراج عنه أو مصير الرهائن الآخرين. ومن ناحية أخرى، أعرب زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض فى تركيا كمال كليتشدار أوغلو عن قلقه البالغ بشأن احتمالات سيطرة أعضاء منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية على الأسلحة التى تصل للمعارضة السورية، كما هو الحال من بعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين وفق تقرير نشرته صحيفة «حرييت» التركية أمس.