شدد المبعوث الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على أن أولويته ستكون "مصلحة" الشعب السوري، في وقت تشهد البلاد أكثر الشهور دموية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية منتصف مارس 2011، إذ قتل ما لا يقل عن 4 آلاف شخص في أغسطس الجاري، طبقا للمرصد السوري للحقوق الإنسان. وفيما كان الإبراهيمي يؤكد في مستهل لقاء في نيويورك الجمعة، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيضع الشعب السوري "قبل أي اعتبار"، كشف مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، من لندن أن "أغسطس الذي لم يكتمل بعد، يعد الأكثر دموية مع مقتل أكثر من 3 آلاف مدني و918 عنصرا من القوات النظامية و38 منشقا عن الجيش السوري".
ويضاف إلى هذه الحصيلة حسب المرصد "أكثر من 200 جثة تم دفنها دون أن يتمكن أحد من التعرف عليها"، حيث يتم العثور بصورة متكررة في سوريا على جثث تم إعدام أغلب أصحابها ميدانيا، وبخاصة في حلب ودمشق.
ولفت عبد الرحمن إلى أنه تم التثبت من أن الجثامين في دمشق "تعود إلى مقاتلين وناشطين أو إلى أقاربهم"، ولكن في حلب، حيث يخوض النظام والمتمردين معركة حاسمة، "يأخذ الصراع شكل حرب أهلية نظرا لاقتتال عشائر موالية للنظام ضد المتمردين".
تواضع ورعب في غضون ذلك، قال المبعوث الجديد مخاطبا بان وعدد من كبار المسؤولين والسفراء في المنظمة الدولية "عندما اتصلت بي قلت لك أنني شعرت بالفخر والإطراء والتواضع والرعب. وأنا ما زلت في هذه الحال النفسية".
والخميس الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن بلاده ستتعاون مع الإبراهيمي، متوقعا أن يعمل الأخير على "عقد حوار وطني" سوري "في أسرع وقت".
من جهته، قال بان إن الإبراهيمي "مهمته الرئيسية ستكون احلال السلام والاستقرار ونشر حقوق الإنسان في سوريا".
ولقاء الإبراهيمي بالأمين العام للأمم المتحدة هو أول خطوة رسمية يقوم بها منذ تم تكليفه بهذه المهمة في 14 أغسطس الجاري.
اعدامات جماعية من جهة أخرى، كشف مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في لبنان ،نديم حوري، أن الإعدامات الجماعية "تنتشر في سوريا ما يعني وقوع عدد أكبر من الضحايا من ذي قبل".
وأوضح على أن هذا يدل على "تصاعد وحشية العنف"، مشيراً إلى أنه "كلما ازدادت الإعدامات الجماعية، كلما كان من الصعب الخروج من هذه الهاوية".
جدير بالذكر أن أكثر من 4239 شخصا قتلوا في شهر يوليو الماضي بينهم 3001 مدني إضافة إلى 1133 جنديا و105 منشقين، كما بلغت حصيلة شهر يونيو الفائت، 2917 قتيلا.
وكان المرصد السوري أكد الخميس الماضي، مقتل نحو 25 ألف سوري خلال 18 شهرا من الاضطرابات هم 17281 مدنيا، و6163 عنصرا نظاميا و1051 جنديا منشقا. مواد متعلقة: 1. صحيفة لبنانية تستبعد نجاح الابراهيمي في حل الأزمة السورية 2. تركيا ترحب بمهمة الابراهيمي في سوريا