لم أكن أعلم أن حكمى على قرارات السيد رئيس الجمهورية الأخيرة بأنها تشبه قرارى تأميم القناة وحرب 1973 سوف يحدث هذه الضجة الكبرى مابين مؤيد لقولى ومعارض له، حتى وصل الأمر أن من بين من عارض كلامى أرجع ماقلته إلى أننى لم أقرأ التاريخ جيدا أو ربما قلته فى لحظة حماسية فى تلميح محترم منه إلى وجوب مراجعه ما قلته أو التراجع عنه، ومع كامل احترامى لمن لا يتفق معى فى هذا الرأى فإننى أقر وأعترف هنا بأننى ما قلت هذا الكلام تحت تأثير الحماسة وإنما قلته مع سبق الإصرار وما زلت مصرا عليه. نعم أنا أرى أن قرار السيد الرئيس بإنهاء حكم العسكر لمصر قرار تاريخى لايقل فى قوته عن قرار التأميم ولا عن قرار حرب أكتوبر 1973 وهذا لا يعنى كما فهم البعض من أننى أصور من أقيلوا على أنهم أعداء للوطن أو أشبههم بالإنجليز أو اليهود (معاذ الله) فأنا أتوقف فقط عند قوة القرار ونتائجه، فالقرار كان قويا ومفاجئا ولم يتوقعه أى محلل سياسى أو استراتيجى فضلا عمن هو بعيد عن السياسة وجاء فى توقيت زاد من فجأته ووقعه، فلم يكن يتوقع أحد أن يقال السيد المشير والسيد رئيس الأركان وغيرهما بعد أيام قليلة من تشكيل الحكومة الجديدة، ولم يكن متوقعا أيضاً أن تقال كل هذه القيادات فى قرارات متتالية لا تفصل بينها إلا سويعات قليلة وهذا وجه من وجوه الشبه التى قصدتها فكما أن قرار التأميم وقرار حرب 1973 كان مفاجأة للجميع ولم يتوقعه أحد حتى رجال المخابرات فى أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا كان قرار السيد الرئيس، أما وجه الشبه الثانى الذى أقصده فهو أن قرار السيد الرئيس أنهى فترة الوصاية العسكرية على الحكم فى مصر وأصبحت مصر ولأول مرة فى التاريخ دولة مدنية لايحكمها العسكر أو من ينتمى إليهم كما أن قرار التأميم أنهى الوصاية الأجنبية على قناة السويس وقرار حرب أكتوبر 1973 أنهى الاستعمار الإسرائيلى لسيناء، فالقضية عندى ليست فى الأشخاص ولا فيمن أقيلوا ولا أقصد التشكيك كما قلت فى وطنية أحد ولا أشبه أحدا بأحد وإنما القضية عندى هى قضية القرار وقوته ونتائجه ولذلك كان كلامى منضبطا حينما قلت وبالنص (إن قرارات الدكتور مرسى الأخيرة لاتقل فى قوتها عن قرار تأميم قناة السويس وقرار حرب أكتوبر 1973). وبالمناسبة دعنى هنا أتعجب من أولئك الأحباب الذين ظلوا أعواما كثيره يتكلمون ويكتبون عن ضرورة تحول الحكم فى مصر من حكم العسكر إلى حكم مدنى وكثيرا ماشاهدناهم على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد يطالبون بذلك مرارا وتكرارا وحينما حدث ما كانوا يطالبون به عارضه بعضهم وقلل البعض الآخر من أهميته ولست أعلم حقيقة هل السبب فى ذلك أن التغيير الذى حدث كان على يد رئيس ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين من وجهة نظرهم أم أن هناك أسبابا أخرى لا نعلمها وهل يعقل أننى أرفض الدواء الذى كثيرا ما بحثت عنه لمجرد أننى مختلف مع الطبيب سياسيا.. أمر عجيب!!!! بل الأدهى والأمر أن من بين من كانوا يطالبون بانتهاء حكم العسكر ويهتفون بذلك فى الماضى بكوا عليهم عند رحيلهم عن كرسى الحكم ولطموا الخدود وشقوا الجيوب ودعوا بدعوى الجاهلية وطالبوا ببقائهم، ودعونى أيضاً أتساءل هنا: أليس من حق الرئيس أن يعين من يشاء ويقيل من يشاء وفقا لصلاحياته؟ وهل كنتم تتوقعون أن يخلّد أحد فى مكانه إلى الأبد؟ وإذا كنتم من دعاة التغيير فأين تأييدكم للتغيير؟