من جديد يعود محمد خان ليقدم فيلماً ينتصر للمرأة وحقها فى الحب والحياة، يؤمن بأن المرأة المصرية أقوى بكثير مما تعتقد أو يعتقد المحيطون بها، لذا نجدها فى الكثير من أفلامه محركاً رئيسياً للأحداث ومحوراً لها. وفى «فتاة المصنع» اختار «خان» هذه المرة نموذج فتاة عاملة لم تتجاوز الحادية والعشرين من عمرها، وتعليمها متوسط، ولكنها تملك إصراراً وتحدياً وقوة وحباً للحياة لا يتوافر فى كثيرات غيرها. فى البداية يتحدث محمد خان عن الفيلم قائلاً: «منذ فترة تشغلنى جداً فكرة تقديم فيلم عن فتاة تعمل فى مصنع، وصارحت الكاتبة وسام سليمان بالفكرة وطلبت منها العمل عليه، وبالفعل قامت بخوض تجربة العمل بأحد المصانع دون أن يعرفها أحد لكى تخلق حالة من المعايشة لهذا العالم الذى لم تختلط به من قبل، وحتى تقترب أكثر من ملامح الشخصيات التى نرغب فى تقديمها، وكانت تطلعنى على كل خطوة تأخذها فى اتجاه كتابة العمل، حتى وصلنا إلى السيناريو النهائى فى 2010. وبعد الثورة مباشرة تقدمنا بالسيناريو لمسابقة الدعم من وزارة الثقافة، وفاز الفيلم بها، ومن وقتها شعرنا بأن لدينا شيئاً يمكن لنا أن نتحرك من خلاله، حتى جاء لقائى بالمنتج محمد سمير عن طريق وسام سليمان، وبدأنا فى التحدث عن التجربة واتخاذ خطوات إيجابية فى طريق تنفيذها». وعن اختياره لنموذج فتاة المصنع لكى يقدمها قال: «دائماً يستهوينى نموذج المرأة العاملة، وكنت أرغب طوال الوقت فى التوغل فى عالم تلك المرأة، ولكن الأمر يختلف عند (هيام) فى هذا الفيلم عما قدمته من قبل، فهى شخصية قوية رغم صغر سنها، وتملك عزة نفس رغم مستواها الاجتماعى الفقير، وتملك إصراراً وقوة على تحقيق حلمها». ويضيف: «الفيلم عبارة عن قصة حب، حتى لو انتهت من طرف واحد، تدور فى مجتمع يقف ضد (هيام)، ويرى أنه لا حق لها فى ممارسة هذا الحب لعدة عوامل، منها الطبقية، وفى الطريق ومن خلال الأحداث نطرح الكثير من الأفكار من خلال فيلم أنثوى عن المرأة المقهورة. وقد حرصت أن تكون بطلة الفيلم ذات شخصية قوية على عكس ما تظهر به فى السينما المصرية فى غالبية الأفلام، ويتضح ذلك بشكل قوى فى مشهد النهاية الذى ترقص فيه بزفاف حبيبها رغم انكسارها، وكأنها تحرر نفسها من أسْر حبه، وهى واقعة حقيقية استقيتها من الواقع، وأسعدنى كثيراً انتقال هذا الإحساس إلى المتفرج رغم تخوفى من عدم تفهمه لمشهد النهاية». وعن اختياره ل«ياسمين رئيس» لبطولة العمل قال: «ياسمين لم تكن الترشيح الأول، بل سبقتها روبى التى ارتبطت بتصوير مسلسل آخر وتعارض ذلك مع شرطى بالتفرغ للعمل، وكنت قد رأيت ياسمين من قبل فى فيلم (واحد صحيح) ومسلسل (طرف تالت)، ورأيتها مناسبة، خاصة أنها قامت بإجراء كاستينج عام للفيلم بعيداً عن أى دور، وقد صح رهانى عليها فى النهاية وأجادت فى تقديم الدور واستقبلها الجمهور فى دبى بترحاب شديد وحصدت جائزة مهمة فى المهرجان، وهذا أسعدنى كثيراً». أما وجود سعاد حسنى بشكل مستمر على شريط الصوت فى الفيلم وإهداء «خان» الفيلم لها، فيقول عن ذلك: «كان هذا اختيارى وليس له علاقة بالسيناريو الذى كتبته وسام، فأنا أرى (سعاد) موجودة فى وجدان الفتاة المصرية بشكل دائم، وتقترن لديها بالحب والرومانسية، بجانب إحساسى برد جميل ل(سعاد) التى عملت معها فى فيلم واحد فقط، ولكن كانت تربطنا صداقة، شعرت بأننى أستطيع من خلال الفيلم أن أعيد ذكراها لمن نسى، وأن يكون الفيلم كارت تعارف لمن لم يعرفها جيداً». وعن أكثر المشاهد إرهاقاً قال: «كانت تلك المشاهد التى تم تصويرها فى منطقة الأباجية، وعن أصعب المشاهد فى رأيى كان مشهد مواجهتها بالأم، حيث أردت أن أصنعه مرة واحدة دون توقف، وساعدنى فى ذلك تمكن ياسمين رئيس وسلوى خطاب من الشخصيتين».