تحتفل السلطات الإيرانية، اليوم، بالذكرى ال35 للثورة الإسلامية، والتي تتزامن مع تقدم في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى، وبينها العدو التاريخي أمريكا، رغم أن ذلك، يبقى للكثيرين من المحرمات. وتدفق منذ الصباح، عشرات آلاف الأشخاص إلى ساحة ازادي بوسط طهران، حيث سيلقي الرئيس الإيراني حسن روحاني خطابه. وفي انتظار مجيء الحشود، بث المنظمون عبر مكبرات الصوت، أناشيد تمجد الثورة، وتنظم اليوم، كذلك، مسيرات، في كل أنحاء البلاد، في ذكرى وصول الإمام الخميني إلى السلطة وسقوط نظام الشاه. وبدأ روحاني، الذي تعتبر سياسته معتدلة، ومنذ انتخابه، في التقارب مع المجموعة الدولية، بهدف رفع العقوبات الغربية، المفروضة على طهران، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. ويشتبه الغرب وإسرائيل، في أن إيران تريد امتلاك السلاح الذري، تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية على الدوام. ويزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الولاياتالمتحدة في مطلع مارس المقبل، لبحث سبل منع إيران، من امتلاك أسلحة نووية. وأبرمت إيران، في نهاية نوفمبر الماضي، في جنيف، اتفاقا مرحليا لمدة ستة أشهر مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، و ألمانيا)، ينص على تجميد بعض الأنشطة النووية الإيرانية، مقابل رفع جزئي للعقوبات التي تخنق اقتصادها. ومن المرتقب أن، تبدأ المحادثات حول اتفاق شامل في 18 فبراير، في فيينا. ويحظى حسن روحاني، بدعم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، لإجراء هذه المفاوضات، عبر وزير خارجيته محمد جواد ظريف، لكن هذا الحوار يندد به المحافظون، الذين يعتبرون أن:"التنازلات التي قدمت للغرب، كانت كبيرة جدا"، كما ينتقدون اللقاءات العديدة بنظرهم، بين ظريف ومسؤولين أمريكيين. وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني:" يجب التساؤل، لماذا البعض مستعد لبيع عظمة وقوة إيران بسعر بخس، للحصول على إنهاء العداء مع الولاياتالمتحدة". واستدعي السفير السويسري، الذي تمثل بلاده المصالح الأمريكية في ايران، مساء أمس، إلى مقر الخارجية الإيرانية، للاحتجاج على العقوبات الأمريكية الجديدة على أشخاص وشركات، يشتبه في أنها التفت على العقوبات الدولية، أو دعمت شبكات إرهابية. وفي وقت سابق، أعلن ظريف أن:"المفاوضات المقبلة ستكون صعبة، لا سيما بسبب انعدام الثقة، بين إيرانوالولاياتالمتحدة". واتهم آية الله علي خامنئي، السبت الماضي، المسؤولين الأمريكيين ب:"الكذب"، حين يؤكدون أنهم لا يريدون تغيير النظام في إيران. وتمهيدا للاحتفالات هذه السنة، أعلنت إيران عن تجربة ناجحة لإطلاق صاروخين من الجيل الجديد، مع قدرة تدمير هائلة، بحسب ما قال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان. وتؤكد إيران أن:"ترسانتها، مخصصة فقط للدفاع عن حدودها، وأنها لن تستخدم إلا في حال التعرض لهجوم"، لكن برنامجها البالستي، الذي يضم صواريخ يبلغ مداها 2000 كيلومتر، قادرة على بلوغ إسرائيل، يثير قلق الدول الغربية، كما ندد به مجلس الأمن الدولي، عدة مرات.