على أبواب لجان الاستفتاء وجدوا ضالتهم، حيث الزبائن المتراصّون للإدلاء بأصواتهم فى التعديلات الدستورية، باعة جائلون وأصحاب «مقاهى» جاءتهم الفرصة للاسترزاق، فلم يترددوا فى استغلالها، ومنهم محمد عبدالهادى، صاحب مقهى فى منطقة بولاق أبوالعلا، الذى كانت فرحته بالتعديلات الدستورية فرحتين؛ فرحة المشاركة فى الحدث الوطنى، وفرحة الرزق الذى تمثل فى وفود المشاركين الذين جلسوا فى مقهاه: «متوقع إن الناس هتيجى كتير النهارده ففتحت القهوة من 7 الصبح، ومن ساعتها شغالين مشاريب وشيشة.. رزق وجاى لنا». الأمر نفسه بالنسبة لمحمد مغاورى، صاحب أحد مقاهى بولاق: «الزباين كتير والحمد لله بركة الاستفتاء»، مؤكداً أنه استعد قبل الاستفتاء بيومين بتحضير عصائر ومشروبات مختلفة: «هيطلع لنا لقمة عيش حلوة من ال 3 أيام دول». حسن الحظ وحده جعل موقع مقهاه إلى جوار مجمع مدارس فى شارع الشركات بمنطقة الزاوية الحمراء، ليكون محمد فارس، الراعى الرسمى المسئول عن توفير مشروبات لرجال الأمن والقضاة والمتطوعين بداية من فتح اللجان حتى إغلاقها فى المساء. فى التاسعة صباحاً فتح الرجل، صاحب ال 43 عاماً، مقهاه مستعداً لاستقبال المشاركين فى الاستفتاء، بتوفير المؤن الاحتياطية من الشاى والقهوة والعصائر، لتلبية الطلبات التى يعاونه فى تحضيرها شقيقه الأكبر، لتكون مهمته إرسالها داخل اللجان، مستكملاً يومه حتى غلق المقهى عند منتصف الليل: «بقالنا 5 سنين شغالين فى القهوة ومر علينا انتخابات كتيرة، أنا وأخويا بنخدّم عليها بتوفير المشروبات وهى بتبقى لقمة عيش تسند الحال». فى منطقة شبرا الخيمة، وجد خالد صلاح الخلفاوى، من نصبة شاى، مصدر رزق طوال أيام الاستفتاء، فهذه هى الطريقة التى يتبعها للرزق منذ 10 سنوات، حيث ينصبها فى أيام الانتخابات والاستفتاءات: «باخد ترخيص من الحى والأمن فى المدرسة اللى فيها لجنة وبفرش ورزقى على الله». كان «خالد»، الشهير ب«السفرجى»، أول من وصل إلى محيط مدرسة الشهيد محمد العشرى، اليوم، حاملاً معدات صناعة الشاى والقهوة على «تريسكل» يقوده نجله محمد الذى يساعده فى مهنته: «إحنا شغالين فى المناسبات زى الأفراح والعزاء، لكن كل الانتخابات اللى فاتت رحنا وفرشنا قدام اللجان عشان نخدم الناخبين، وآخرها انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس النواب». أمام باب لجنة مدارس جيل 2000 للغات بالحى الأول بأكتوبر، وقف محمد على، بائع الآيس كريم، منذ الصباح الباكر منتظراً وفود المشاركين فى الاستفتاء، والراغبين فى تحلية أفواههم ب«الآيس كريم»: «ربنا يجعل أيامنا الجاية كلها خير ورزق». منذ الساعات الأولى وحتى غروب الشمس، يقف «على» ملبياً طلبات الناخبين وأطفالهم الصغار الذين يتوافدون على اللجنة، ثم عليه: «رزق ربنا يديمه طول أيام الاستفتاء». جَرَّ عربته التى يبيع عليها الترمس حتى وصل إلى لجنة مدرسة السلام الابتدائية المشتركة بمنطقة بولاق أبوالعلا، انتهز الرجل الستينى مصطفى عبدالرحمن، فرصة وجود عدد من المواطنين أمام اللجان ليبيع لهم قراطيس الترمس التى يصل سعر الواحد منها إلى جنيه: «الحمد لله اشتغلت على الناس اللى جات وجابوا عيالهم معاهم».. ينتقل «مصطفى» من مدرسة إلى أخرى حتى يعود لنفس المدرسة لأنها الأكثر زحاماً: «بناكل عيش».. وفى المساء قرر الذهاب للجنته الموجودة فى الجيزة: «هشتغل شوية وأروّح». ومن الترمس إلى التمر هندى، جاء محمد عبدالستار، 35 عاماً، أمام لجنة المدرسة نفسها ليبيع عصائر مثلجة للمواطنين: «هخلى حد ياخد باله من العربية لحد ما أصوّت وأطلع.. كلنا أهل يعنى». وفى شارع أحمد بسيونى بحدائق القبة، بالقرب من إحدى لجان الاستفتاء، وقف أحمد أبوشنب، بائع تمر هندى، مستهدفاً المشاركين فى الاستفتاء: «الإقبال كبير وكله رزق، وإحنا بنروح ورا رزقنا»، مضيفاً: «صوَّت فى الاستفتاء وبعدها انطلقت ورا أكل عيشى».