لم أندهش من الموقف الإماراتى تجاه دويلة «موزة»، قطر سابقاً. لم أندهش لأن الإمارات دولة تربى شعبها وقادتها على العزة والكرامة. تعلموا من «زايد» معنى الشموخ والرد على أى تطاول. تعلموا ألا يسكتوا عن الحق، وألا يصمتوا على من يسعى لزعزعة أمنهم، أو يمس وحدتهم، أو يعيق تقدمهم. ردت الإمارات العربية المتحدة، وبقوة، على التحريض المتعمد من «دويلة موزة» والذى جاء على لسان شيخ الفتنة ومفتى الأمير، وخطيب قاعدة العديد الأمريكية «يوسف القرضاوى». ردت ولم تقبل اعتذاراً مسموماً، لأن الأمر جد خطير، والتهاون فيه تفريط فى أمن وسلامة دولة الإمارات وغيرها من بلدان الخليج العربى، بل والأمة بأسرها. القرضاوى يسعى لتنفيذ مخطط مجرم فى الإمارات والسعودية والكويت والبحرين، مدفوعاً من خصوم الأمة ومأجوراً من نظام «موزة». دويلة موزة الكارهة لاستقرار الأوطان العربية، تطلق كلبها المسعور يعض جيرانها، ثم تقول إنه لا يمثلها، فمن إذن يتكلم باسم دويلتكم؟ هذا المجرم الخائن لدينه والبائع لوطنه بقصر فى الدوحة يود لو تمزقت كل البلدان العربية خصوصاً المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. الدولتان تعيشان فى استقرار وتعملان على رفعة وتقدم شعبيهما وهذا يضايق «دويلة موزة». القرضاوى يكره الإمارات لأنه يكره التقدم ويحب الفتنة ويقف ضد الوحدة.. تتذكرون حين هاجم الإمارات من الدوحة لأنها رحّلت بعض السوريين، وما إن فعل حتى انطلقت تصريحات الإرهابى «محمود غزلان» تسب وتلعن فى الإمارات. ساعتها رد اللواء ضاحى خلفان على الاثنين، لكن الدولة المنضبطة كانت تعرف أن المخطط أكبر، وأن الهدف أكثر إجراماً، فكشفت عن خلية إخوانية غادرة، ولأن الإمارات دولة قانون أحالت هؤلاء للقضاء.. كان القرضاوى وخلفه دويلة موزة يريدون لحكام الإمارات أن ينسوا تلك الخلية، وأن يتركوهم لمخططاتهم، وحين رأوا دولة لا تتزحزح ولا تساوم فى الدفاع عن مواطنيها راحوا يهاجمونها من وراء ستار مرة وبالتآمر مرات.. القرضاوى رأس الأفعى يقبع فى الدوحة وحلم حياته أن يتحقق مخطط أسياده فى تل أبيب وواشنطن: أن تدخل الفتنة هذه البلاد.. كانوا يخططون لأن تسقط الإمارات فى قبضتهم، بعد أن سقطت مصر فى مستنقع الفتنة وبحر التخلف، حتى نجاها الله. الإمارات كانت ولا تزال مطمعاً لهؤلاء القتلة، كما أن كراهية الجماعة للإمارات تنبع من كراهيتهم للراحل العظيم الشيخ زايد الذى كشف مطامعهم وأجهض أحلامهم.. عبّر زايد بحكمة وبصيرة ثاقبة فى لحظة فارقة عن غضبه الشديد من جماعة الإخوان وبلهجة تختلف عما عهده الناس فيه من طيبة وتسامح. فعلى موقع «اليوتيوب» يوجد حديث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أدلى به قبل رحيله بعدة سنوات.. حديث يدل على أن الرجل فاض به الكيل، ويكشف عن رؤية كاشفة ودراية عميقة بخطر الجماعة، فى وقت مبكر. قال زايد عن الجماعة: «هؤلاء فسَقة يجب ألا نسميهم بالألقاب التى اختاروها لأنفسهم، هم (خوّان مسلمين) يتصرفون كتصرف الفسقة الكفرة.. هؤلاء ابتعادك عنهم وعن مواقفهم رحمة، وهذا ما يرضى الله. الله خلق الإنسان وولاه على الأرض وما تحتها وما فوقها.. خلق الحياة لليسر وليس للعسر. يجب التعاون عليهم حتى تتطهر الأرض بدمهم.. الأرض التى دنسوها بدم الأبرياء لا يطهرها إلا دمهم.. يتحدثون عن التحاور والتفاوض وهذا غير مجد لأنه يهدف إلى تحقيق أهدافهم فقط.. هؤلاء لا يواجهون، ومن يريد منهم الخير والرحمة يقدم أسلحته وبراهينه وبعد ذلك يطلبون ما يريدون، أما أن يطلب وهو شاهر سلاحه وذخائره وما يخبئه.. يجب أن ندعم كل من يقف ضد الإرهاب الفاسد. الإمارات نجحت بنظامها السياسى أن تكون فى مصاف الدول المتقدمة، إنتاجياً وصناعياً، بل وحرية. الإمارات نجحت فى أن تجعل شعبها محترماً ومرفهاً ومتعلماً ومنتجاً، وغير مضطهد أو مهدد. الإمارات هى البلد الوحيد فى العالم الذى لا يحتمل أن تكون فيه تنظيمات سياسية تعيق تطور الدولة وتمنع نهضتها، لأن عدد الجنسيات المقيمة على أراضيها يزيد على عدد الجنسيات المسجلة بالأمم المتحدة، كل جنسية لها معتقداتها الدينية والقبلية وعداواتها التاريخية، ولو سُمح لهذه الجنسيات بممارسة العمل السياسى لأصبحت النزاعات فى الإمارات على كل شكل ولون. النظام فى الإمارات قائم على احترام القانون والمساواة فى الحقوق والواجبات.. الدول المحترمة وحدها تترك القانون يحكم.. الإمارات محكومة بنظام غير موجود فى أى بلد، نظام ابن بيئته وينال رضا المواطنين لأنه يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم ويساوى بينهم أمام القانون، لذلك تحرض «دويلة موزة» على الإمارات.