تواصلت ردود الأفعال على تصريحات الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ضد اليسار، ووجه عدد من اليساريين بمحافظة الفيوم انتقادات لاذعة لجماعة الإخوان المسلمين واصفين هجومه بأنها جاء ردا على نشاط اليسار خلال الفترة الماضية بالشارع المصرى،وإتهموه بإنتهاج نفس سياسة النظام القديم. وقد وصف حسن أحمد، الأمين المساعد لحزب التجمع بمحافظة الفيوم تصريحات "العريان" بأنها تدل على "عدم وجود حنكة سياسية لديه"، وقال أيضا "إن جماعة الإخوان المسلمين تتبع فى سياستها الاحتكار لكل شىء، والفاشية السياسية باسم الدين، وأضاف "أى حد عنده وعى لابد أن يفصل بين الممارسات والعقيدة لأن الأخيرة لا تطبق على الواقع إلا لو كانت صحيحة"، مشيرا إلى أن "كل الأديان جاءت من أجل إسعاد البشرية وتقريب الفجوات بين الطبقات". وعاد "أحمد" ليهاجم المنهج الفكرى لجماعة الإخوان المسلمين وقال "إن جماعة الإخوان المسلمين تنتهج فكراً رأسماليا، والرأسمالية هى ليست دين وإنما وضع بشر"، ونفى أن يكون اليسار يحتقر الدين كما قال "العريان " فى تصريحاته، وأكد حسن أحمد أنه لا يوجد فى منهج السنة بالإسلام ما يسمى بالدولة الدينية ولا المرجعية الدينية، وأضاف "لا توجد الدولة الدينية إلا عند الشيعة"، متهما جماعة الإخوان المسلمين ب"تغييب عقول الناس باسم الدين من أجل تجميع الكتل التصويتية التى كانت ممكن تعطى صوتها للمرشحين الإسلاميين الآخرين مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل". وحول تشرذم اليسار، اتهم الأمين المساعد لحزب التجمع بالفيوم الرأسمالية والأمن فى إحداثه، وقال "كان الأمن يطارد اليسار ويترك طلاب جماعة الإخوان يمارسون العمل السياسى فى الجامعة"، مفسرا ذلك بأن الرأسمالية "تخشى من انتشار فكر اليسار"، وتساءل "كان فين العريان لما اليسار كان يدافع عنهم وهم معتقلون". وقال عصام الزهيرى القيادى اليسارى بمحافظة الفيوم، "إن الإخوان المسلمين لا يقدمون نصائح لوجه الله ولا يسعون لتقييم الآخرين إلا من خلال مصالح تخص الجماعة ، فإن تصريحاته مطمئنة إلى أن اليسار أصبح موجودا بقوة فى الشارع، وأن آراءه وبرامجه أصبحت تثير مخاوف العريان وجماعته، وأضاف الزهيرى أن الدكتور عصام العريان يتعمد المغالطة فى تصريحاته بصورة تدل على أنه لا يهدف النقد بل الإساءة والتشويه، مشيرا إلى أن اتهامه لليسار بأنه يحتقر الإسلام هو "اتهام دارج من قبل الجماعة" واصفا اللغة السياسية لهم بأنها "مبتذلة"، وأنها "لا تدل على واقع". وأكد الزهيرى على أن تاريخ اليسار الفكرى والسياسى يكذب تصريحات "العريان"، مشيرا إلى أنه "فى الثمانينات عندما بدأت انطلاق أفكار اليسار الإسلامى المستمدة من القرآن والسيرة النبوية والصحابة والصالحين شن وقتها الإخوان المسلمين ومجلتهم "الدعوة"، وقتذاك، حربا تكفيرية على رموز اليسار من فلاسفة ومفكرين إسلاميين كبار مثل الدكتور حسن حفظى والشيخ خليل عبدالكريم وغيرهم"، وقال "إن النظرة اليسارية تعتبر الإخوان المسلمين هم الامتداد الطبيعى لانقلاب الأموى اليزيدى الذى انتزع السلطة فى المجتمع الإسلامى من عامة الفقراء المسلمين، وحاصرت السلطة فى ملك وراثى فى بيوت سادة قريش قبل الإسلام". وأضاف الزهيرى "أن اليسار هو الامتداد الطبيعى لثورة الإسلام على الاستبداد والظلم والغناء الفاحش وإنصاف المستضعفين والفقراء"، مشيرا إلى أن "نظريات اليسار فى المساواة والعدالة الاجتماعية هى الامتداد الطبيعى لما جاء به الإسلام النقى الذى يقدم رسالة الحب والمساواة والعدل وعدم التمييز بين البشر على أساس الجنس أو الطبقة أو اللون". واستطرد قائلا "الإخوان يتبنون فكر الرأسمالية المتوحشة ويقدمون أنفسهم لأمريكا باعتبارهم الوكلاء الجدد لشركات عالمية عابرة للقارات فى السوق المصرى ويستغلون الدين لإبقاء الفقير فقيرا والسمسار سمسارا، ويعتبرون أنفسهم خصوم طبيعيين لأفكار اليسار فى العدل والمساواة، حيث رفض الإخوان من قبل إجراءات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الاشتراكية من انتزاع الأراضى وتوزيعها على الفلاحين، بدعوى أن ذلك مخالف للدين، ورفضوا تأميم الشركات والامتيازات الأجنبية على الأرض المصرية بدعوى أن ذلك لا يرضى الله ورسوله، لذلك نالوا رضا الغرب". وهاجم تعليقات "العريان " قائلا "إن محاولات إلصاق الأذى بالأفكار اليسارية هدفها محاولة نوال المزيد من الرضا الأمريكى تجاههم،فضلا عن أنهم أعطوا السمع والطاعة والبيعة للمرشد فلا يستوعبون فكرة التعدد فى إطار الوحدة"، وحول اتهام اليسار بالتمويل الأجنبى ،أكد الزهيرى أن فكرة التمويل الأجنبى "لم أكن أتمنى أن يتحدث عنها الإخوان المسلمون الذى يعرف كل مواطن مصرى عنهم أنهم "فاتحينها على البحرى"، أما اليسار فيعتمد على جهوده الذاتية وتمويل كوادره".