خاض ماراثون الدراما هذا العام عديد من مخرجي السينما أو مخرجين الدراما لأول مرة اللذين حاولوا فرض نظرياتهم الإخراجية لينافسوا بها كبار المخرجين، واستطاعوا أن يثبتوا نجاح تجاربهم الدرامية من خلال إضفاء روح الشباب على المسلسلات، وإبراز صور وأحداث وموضوعات مختلفة تجذب المشاهد. فعن تجاربهم الدرامية لأول مرة والصعوبات التي تم مواجهتها والفروقات بين السينما والتلفزيون يتحدث مخرجو سنة أولى دراما للوطن، فيقول المخرج حسام الجوهري "الدراما لها طعم مختلف وتساعد في الانتشار الجيد، فإذا كانت السينما 100 مشهد، فالدراما 1000 مشهد والعمل الدرامي بخمسة أفلام، لكن السينما بها متعة أكبر وهي المربع الذهبي، فعندما ينجح المخرج في الأعمال السينمائية تتاح له الدراما بشكل كبير وليس العكس، فالسينما قاعة يذهب لها الجمهور رغبة منه في مشاهدة العمل كاملا، أما التلفزيون ب"ضغطة ريموت" يمكن للمشاهد أن يتنقل بين الأعمال لذلك النجم الذي ينجح في التلفزيون نجاحا مختلفا عن نجاح نجم السينما، فيمكن لنجم السينما أن يذهب بسهولة للدراما لكن العكس أصعب بالنسبة لنجم التلفزيون". وأضاف الجوهري، بدأت فكرة العمل عندما عرضت على الفنانة حنان ترك ومؤلف العمل بلال فضل العمل فأعجبتني التجربة، خاصة وأنها تناقش الدراما الطائفية فشعرت بمدى أهمية العمل، وفى "الأخت تريز" لم أواجه مشاكل على مستوى التكنيك لكن كانت المشاكل متمثلة في عدم التواجد الأمني، وكان العمل يصور دون تراخيص نظرا لرفض الرقابة للعمل لتناوله قضية طائفية، لكني ناقشت المسلسل بصورة حيادية تماما وحرصت على تناول الموضوع بصورة تكشف الواقع أكثر وردود الأفعال متباينة، فهناك من يرى أنه عمل جيد، وآخرون يعترضون، وأرى أن هذه الفئة هي التي ترى نفسها مخطئة في الحقيقة التي يلقي المسلسل الضوء عليها، وما حدث من بعض الاعتراضات حول عدم إظهار ديانة الأبوين "لخديجة وتريز"، فهذا كان مقصود ومتعمد لإظهار أن الأختين من رحم مصر. أما المخرج "مجدى الهواري"، فيقول: "واجهت تحديا كبيرا في البداية لكنني قبلت هذا التحدي، خاصة وأن تكون أول تجربة في الدراما التلفزيونية في مواجهة مع كبار نجوم السينما والدراما، ووجدت في الفكرة التي طرحت علي لأقوم بإخراجها موضوعا اجتماعيا كوميديا يعيد إلى الشعب المصري والعربي ابتسامته من جديد، لذلك حرصت من خلال العمل أن أقدم للمشاهد عملا بعيدا عن الموضوعات السياسية والمشاكل التي اعتاد الجمهور على رؤيتها، ومسلسل "الزوجة الرابعة" هو أول مسلسل يضاف إلى رصيدي فحرصت أن أظهر صورته بشكل مختلف، وأن أعيد روح الماضي من خلال تقديم عناصر المسلسل وتصويره بالشكل المتعارف عليه أي صورته مثل الدراما القديمة، وابتعدت عن التصوير بكاميرات السينما على الرغم من إخراجي لعديد من الأعمال السينمائية، كما فعل عديد من المخرجين حرصا مني على إبراز الصورة نفسها التي تعود عليها المشاهد". ويقول المخرج أحمد نادر جلال، "جاءت مشاركتي في أول تجربة درامية لي هذا العام عندما عرضت على الفكرة فوجدت أن الموضوع جيد يستحق منى خوض التجربة الدرامية لأول مرة وتحمست جدا للفكرة التي يناقشها المسلسل، وعن أوجه الاختلاف بين تجاربي السينمائية وتجربة مسلسل “رقم مجهول“ فتقنيات السينما والتليفزيون ليست متعارضة فهي متشابهة فكلاهما يتميز بالتكنيك والتقنيات العالية ولكن وجه الاختلاف في طول الأحداث فالأحداث في الدراما طويلة وكثيفة، أما في السينما فهي أقصر وأسرع، وذلك بسبب طول عدة ساعات العمل الدرامي أما الفيلم السينمائي فوقته قصير، وبوجه عام هذه التجربة زادت من رصيدي، وأضافت على تاريخي في السينما، أما العمل فمرهق للغاية نظرا لأحداثه المتلاحقة وكونه عملا بوليسيا فبه عديد من المشاهد الصعبة، وعلى الرغم من كثرة الأعمال الدرامية إلا أن نجاح المسلسل فاق كل التوقعات وأثبت أن الموضوع الجيد هو الذي أفرض نفسه". أما المخرج محمد مصطفى، فيقول "عرض علي المؤلف أحمد سمير والفنان خالد صالح موضوع مسلسل "9 شارع جامعة الدول" وقرأته جيدا وقررت خوض التجربة، ووجدت صعوبة في بداية العمل، وذلك لاكتشافي أن التلفزيون ليس به اتزان والمعلومة المقدمة للمشاهد يمكنها أن تصل بأكثر من شكل، ولكن في السينما الموضوع يختلف وذلك لأن طريقة السرد مختلفة وانتباه الجمهور مختلف وجمهور السينما تتراوح أعماره بين 14 عاما حتى 28، وإذا لم يجد الجمهور الموضوع جيدا لن يذهب للسينما ويقطع تذاكر، واكتشفت أن السينما أصعب لأن الإيقاع يكون أسرع ويجب توصيل رسالة العمل للمشاهد خلال ساعتين فقط، أما التلفزيون فالحلقات مفتوحة ويمكن تقديم المعلومات للمشاهد بأكثر من طريقة". ويقول المخرج إبراهيم فخر صاحب مسلسل “خرم إبره“: "مشروع المسلسل كان منذ ثلاث سنوات وكانت فكرة العمل نفسها فيلما سينمائيا ولكن كانت هناك مشكلة وهي أن الموضوع طويل، ففكر الفنان عمرو سعد في البداية في عمله فيلم سينمائي ثم عندما بدأ يبحث عن نص يدخل به الدراما في رمضان فكر في تحويل النص من عمل سينمائي لتلفزيوني، وبالفعل تمت مناقشته مع المنتج وتحمس للفكرة، وتم اختياري لإخراج العمل بالصدفة، فكنت لا أنوي خوض أول تجربة إخراجية في الوقت الحالي، ولكن شجعني المنتج والفنان عمرو سعد للقيام بإخراج العمل". وحول تجربة الإخراج لأول مرة يقول: "فالدراما بكل الطرق ممتعة لخلقها حياة مما لا شيء من اختيار الممثلين وتركيبهم على الشخصيات وهناك تحدٍ في اختيارهم، ولكن الضغط والمسؤولية هما أصعب شيء لاختيار عناصر العمل بدقة، وأما أن يضيف لك أو لا يعجب الجمهور، والمنافسة جاءت هذا العام ليس بالتصوير والإخراج لكن أيضا بالصورة، وهو تكنيك صعب وظالم للمخرج فمقابل الصورة العالية يأتي طول التصوير والمجهود المبذول ونعمل بكل أدوات السينما، وما يصور في 8 أسابيع في السينما يصور في أكثر من 90 يوما في التلفزيون، ولكن من الصعب الاستكمال في التلفزيون لأن العمل به مرهق والضغوط أكبر من المخرج".