بعد الأسبوع الأول من عرض المسلسلات الرمضانية، وضع كبار مخرجى الأعمال الدرامية تقييما أوليا لهذه الأعمال، بعضهم رأى أن هناك طفرة على مستويى الصورة والتكنيك الخاص بالعناصر المختلفة، وبعضهم الآخر رأى أن هناك أعمالا تغازل الدراما التركية من أجل جذب أنظار المشاهدين، وأن هناك أعمالا أقحمت الدراما الصعيدية دون مبرر واضح. قسّم المخرج مصطفى الشال مسلسلات هذا العام لعدة مجموعات، قائلا: جزء منها يتجه نحو أساليب المسلسلات التركية مثل: «رقم مجهول، طرف ثالث، سر علنى، ومع سبق الإصرار»؛ فطريقة عرضها أشبه ما تكون بالمسلسلات التركية، أما الجزء الثانى من المسلسلات فهو الأعلى تكلفة وإنتاجا، ويظهر ذلك وبشدة من خلال أحداث المسلسل وعناصره التى تظهر بصورة متكافئة وجودة عالية، ويظهر هذا الإنتاج الضخم فى مسلسلى «باب الخلق» و«فرقة ناجى عطا الله»؛ حيث يظهر هذان العملين بحبكة جيدة فى بداية العمل، ونشعر أن هناك موضوعا جيدا يناقشه هذان العملان، ويظهر مدى نقاء الصورة والمجهود الذى بذل من قبل مخرجيهما، أما الجزء الثالث فهو المسلسلات التى تحمل توقيع كبار النجوم فقط، مثل مسلسلات «عرفة البحر» و«الخواجة عبدالقادر» وكذلك «شربات لوز» و«كيد النسا»، فهذه مسلسلات يحملها الأبطال وحدهم، ولا يوجد عنصر الإبهار أو الموضوع المميز، لكن الأبطال بأدائهم هم وحدهم الذين يحملون عبء المسلسل؛ فالأعمال بشكل عام لا يوجد بها فكر جديد، أما مسلسلات الشباب فهى الأكثر نجاحا فى تجسيد الشخصيات والخروج من النمط المعتاد والصراع بين الخير والشر؛ حيث يقدمون نماذج جديدة تتماشى مع روح العصر الذى نعيش فيه، ومع متطلبات الجمهور، ونجح مخرجو ومؤلفو هذه المسلسلات فى صناعة التغيير على الشاشة. ويقول المخرج حسنى صالح: من أكثر المسلسلات التى جذبتنى «الخواجة عبدالقادر» ليحيى الفخرانى، و«باب الخلق» لمحمود عبدالعزيز، فكلاهما له طلة متميزة على الشاشة هذا العام، فمخرج «باب الخلق» عادل أديب تفوق على نفسه، ورغم اختلاف تكنيك السينما عن التليفزيون فإنه نجح فى التأثير على المشاهد وجذبه لأحداث العمل دون ملل، وظهر التكنيك العالى المستخدم من صورة وإضاءة. أما «الخواجة عبدالقادر» فهو أروع ما مثل يحيى الفخرانى فى حياته، ووضحت أيضا على العمل الإمكانيات العالية، وأن الإنتاج لم يبخل على العمل بأى شىء. واعتبر عبدالرحيم كمال، مؤلف العمل، من أعظم مؤلفى الدراما العربية. أما عن «عرفة البحر» فنور الشريف له ثقافة فى التمثيل وله حضور مختلف، ومن المسلسلات التى جذبتنى أيضا «مع سبق الإصرار» لغادة عبدالرازق، لكنى أتحفظ على العديد من المسلسلات التى أقحمت نفسها على الجزء الصعيدى، ولو ابتعدوا عن هذه الفكرة لكان أفضل، فاللهجة لم تكن سليمة ولا الملابس، فأكثر من 17 مسلسلا بالصعيدى دون تبرير، وأفسر ذلك بأنهم يعتبرون أن التيمة الصعيدية مضمونة النجاح، لكنه اعتقاد خاطئ لديهم؛ لأنهم فشلوا فى إخراجها بشكل جيد، باستثناء «الخواجة عبدالقادر». ويقول المخرج تيسير عبود: ما جذبنى فى دراما هذا العام هو مسلسل «خطوط حمرا» لأحمد السقا، وأعتبر المخرج أحمد شفيق من المخرجين المبشرين بصناعة أعمال درامية ناجحة، فتصوير وإخراج المسلسل جيدان، أما الموضوع فلم تتضح معالمه بصورة كاملة بعدُ، وكذلك جذبنى مسلسل «باب الخلق» لمحمود عبدالعزيز؛ لأن فكرة العمل جديدة والموضوع ثقيل والإخراج مبهر حتى الآن، لكن لم يعجبنى مسلسل «شمس الأنصارى» لمحمد سعد، وكنت أتمنى أن يظل على نفس نوعية الأعمال الكوميدية التى يقدمها، ولم أقتنع بنوعية «الأكشن» التى قدمها. ويقول المخرج أحمد فهمى عبدالظاهر: إن هناك العديد من التجارب الجيدة، لكن الصورة لم تكتمل بعدُ، ومن الملاحظات الأولى أجد «باب الخلق» لمحمود عبدالعزيز عملا يظهر به المجهود المبذول من جميع الممثلين والإخراج الجيد وكذلك الأداء المختلف لمحمود عبدالعزيز، وكذلك مسلسل «خرم إبرة»؛ فمن الحلقات الأولى يظهر العمل بشكل جيد وجاذب للجمهور، وصنع المخرج صورة جيدة للعمل.