خرج الجيش الأوكرانى، أمس، عن صمته تجاه ما يجرى سياسياً على خلفية الأزمة التى اندلعت منذ ما يزيد على شهرين، بعد قرار الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش بالتراجع عن خطوات التقارب مع الاتحاد الأوروبى. ودعا الجيش الأوكرانى، فى بيانه أمس، الرئيس الأوكرانى إلى اتخاذ «تدابير عاجلة لإرساء الاستقرار فى البلاد»، وقال البيان: «العسكريون والموظفون فى وزارة الدفاع دعوا القائد الأعلى للجيوش (رئيس الدولة) إلى اتخاذ تدابير عاجلة فى إطار القانون الحالى لإرساء الاستقرار فى البلاد». وتابع الجيش الأوكرانى: «العسكريون والموظفون رأوا أنه من غير المقبول شن هجمات على مبان عامة ومحاولات منع السلطات من القيام بمهامها، خصوصاً أن تصعيد حركة الاحتجاج يهدد وحدة أراضى أوكرانيا». وعلى خلفية الأزمة السياسية، قال أبرز ثلاثة قادة فى المعارضة، فيتالى كليتشكو وأرسينى ياتسينيوك وأوليغ تياجنيبوك، فى بيان مشترك، إن «يانوكوفيتش» انتهك الدستور. واتهموه ب«ابتزاز» نواب حزبه الحاكم للتصويت، رغم تردد البعض، على قانون منح العفو للمتظاهرين الموقوفين. من جانبهم، أعلن مسئولون أمريكيون أن وزير الخارجية جون كيرى، سوف يلتقى أبرز قادة المعارضة الأوكرانية على هامش مؤتمر الأمن فى ميونيخ، وقال مسئول فى وزارة الخارجية قبيل مغادرة «كيرى» إلى ألمانيا، إن «كيرى» ستكون له فرصة «كى يلتقى أبرز قادة المعارضة الأوكرانية»، ومن بين الشخصيات التى سيلتقيها «كيرى» بطل الملاكمة السابق فيتالى كليتشيكو وأرسينى أيتتشينكو، وكذلك النجمة الأوكرانية «روسلانا»، التى شجعت المتظاهرين فى «كييف» من خلال أغانيها خلال الأسابيع الماضية. وأضاف المسئول الأمريكى: «برأينا، سيأتى أبرز قادة المعارضة الأوكرانية لأنهم يريدون أن يقولوا للأسرة الدولية ما هى الخطوة برأيهم التى يجب اتباعها والمساعدة التى هم بحاجة لها؟»، وقال: «نحن متفائلون بحذر لناحية أن الحوار بين الحكومة والمعارضة قد بدأ يعطى ثماره». على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الأمريكية، أمس الأول، أن الحكومة و«الكونجرس» يناقشان إمكانية فرض عقوبات على أوكرانيا التى تشهد اضطرابات سياسية خطيرة، وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكى، أن الولاياتالمتحدة «رفضت منح تأشيرات للعديد من الأوكرانيين الضالعين فى أعمال عنف بحق متظاهرين سلميين»، وأضافت: «نفكر فى فرض عقوبات لكن أى قرار لم يُتخذ». من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أن الوضع فى أوكرانيا «خطير» ويستدعى «أكبر يقظة ممكنة»، وقال الرئيس الفرنسى: «ما يمكن أن يحدث خلال الساعات المقبلة، هو مواجهة وأعمال عنف، وعلينا أن نبذل ما فى وسعنا للعودة إلى الحوار وتشجيع الهدوء»، مؤكداً أن هناك شروطاً «رغم ذلك لتسهيل هذا الحوار وهذا التقارب»، وأضاف: «على السلطة الأوكرانية أن تكف عن أى قمع ما دامت التظاهرات فى ذاتها سلمية». وتابع: «الآن على الاتحاد الأوروبى أن يتحدث بصوت واحد وسيتم اتخاذ مبادرات، والاتحاد يعرض وساطته لتتمكن السلطة الأوكرانية والمعارضة من إيجاد حل»، واعتبر أنه على الاتحاد الأوروبى فى هذه الفترة الصعبة أن يساعد أوكرانيا فى النهوض باقتصادها.