وصل الدبلوماسيون المصريون المختطفون فى ليبيا إلى مصر، أمس، بعد الإفراج عنهم من قبل غرفة ثوار ليبيا مساء أمس الأول، فى الوقت الذى وصل فيه شعبان هدية الشهير ب«أبوعبيدة الليبى» رئيس غرفة ثوار ليبيا إلى «طرابلس» بعد الإفراج عنه من قبل السلطات المصرية. وعلمت «الوطن» من مصادر مطلعة، كواليس الإفراج عن الدبلوماسيين المختطفين، والتى بدأت بتلقى غرفة ثوار ليبيا إشارات إيجابية عن الاتجاه لإخلاء سبيل «أبوعبيدة» من قبل السلطات المصرية، وبعد جلسة من المفاوضات مع الجانب المصرى على عدة مستويات، اتجهت الغرفة للإفراج عن ثلاثة من المختطفين المصريين وتسليمهم لوزارة الداخلية الليبية وكان من بينهم الملحق الإدارى حمدى غانم وهو أول المختطفين، ثم بعد التأكد من إفراج السلطات المصرية عن «أبوعبيدة» واتصاله بمسئولى الغرفة شخصياً، تم الإفراج عن الاثنين الآخرين، وبينهما الدكتور الهلالى الشربينى. وأشارت المصادر إلى أن وزارة الداخلية الليبية تولت الأمر مع الدبلوماسيين المصريين، وقامت بإنهاء إجراءات سفرهم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الليبية، حتى تمت عودتهم إلى مصر بعد 4 أيام من اختطافهم، وأوضحت المصادر أن البعثة الدبلوماسية المصرية ستعود إلى عملها خلال الأيام المقبلة بعد استقرار الوضع الأمنى فى طرابلس، وذلك بعد عودتها إلى القاهرة على دفعتين، الأولى كانت بقيادة السفير محمد أبوبكر، والثانية بقيادة قنصل مصر لدى ليبيا هشام عبدالعزيز فرحات. من جانبه، أكد العمدة عمران إمبيوة، عضو لجنة المصالحات القبلية المصرية - الليبية، أن الخاطفين الليبيين أطلقوا سراح أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية المختطفين بليبيا فور إطلاق سراح «أبوعبيدة»، من خلال تدخلات شعبية بالتعاون مع الخارجية والأجهزة المخابراتية، وقال «إمبيوة» إن عمد ومشايخ القبائل فى ليبيا بالمنطقة الشرقية بإقليم برقة الذى يضم مدن بنى غازى وإجدابيا وطبرق، تدخلوا فى حل الأزمة وذلك من خلال الاتصال بالخاطفين، وأضاف: «تم التوصل فى البداية إلى اتفاق مبدئى مع الخاطفين الذين طالبوا بإطلاق سراح شعبان هدية المعروف ب(أبوعبيدة)، والذى تم ضبطه من أجهزة الأمن المصرية بالإسكندرية منذ بضعة أيام، فى مقابل إطلاق سراح الدبلوماسيين المصريين المحتجزين لديهم»، موضحاً أن عمد ومشايخ ليبيا توصلوا معهم لاتفاق بالتعاون مع الأجهزة الأخرى، على أن يتم إطلاق سراح جزء من الدبلوماسيين المصريين فى البداية كإثبات حسن نوايا منهم للحكومة المصرية، على أن تقوم السلطات المصرية بالإفراج عن «أبوعبيدة»، كى يطمئنوا على إطلاق سراحه ووصوله إلى العاصمة «طرابلس» بعد الاشتباه فى أوراق إقامته فى مصر وانتهاء المدة المسموح بها، حيث قاموا بترك سراح باقى الدبلوماسيين الخمسة المحتجزين لديهم. وأوضح العمدة «إمبيوة» أن هناك قنوات اتصال مفتوحة مع شيوخ القبائل بليبيا بشكل دائم للاطمئنان على الدبلوماسيين المصريين، وهم على اتصال دائم بالخاطفين، ولكن هذا الاتصال كان على استحياء نظراً للأوضاع غير المستقرة بليبيا، الأمر الذى دفع عمد ومشايخ ليبيا إلى عدم الإفصاح عن أسمائهم لعدم تعرض حياتهم للخطر، مشيراً إلى أن الخاطفين أكدوا فى بداية التفاوضات معهم أنه إذا أطلقت السلطات المصرية سراح «أبوعبيدة» سيطلقون سراح باقى المختطفين. فى الوقت نفسه، قال العمدة سعيد أبوزريبة، رئيس لجنة المصالحات المصرية - الليبية، إن هناك جهوداً مستمرة واتصالاً دائماً بلجنة المصالحات الليبية برئاسة عادل الفايدى والعمدة محمد البابا العقورى، عمدة قبيلة العواقير بمدينة «بنغازى»، حيث طالبهم العمدة سعيد بسرعة تحرك باقى العمد والمشايخ للحفاظ على سلامة الدبلوماسيين وجميع المصريين الذين يعملون بليبيا وأوصل رسالة للقيادات الشعبية الليبية التى على اتصال مع الخاطفين، أنه لا يصح اختطاف الدبلوماسيين المصريين، وأن ذلك له مردوده السيئ على العلاقات المصرية الليبية. من جانبه، قال السفير الليبى فى القاهرة محمد فايز جبريل، إنه «تحدث مع وسطاء ليبيين للتفاوض من أجل إطلاق سراح أعضاء السفارة المصرية المختطفين»، نافياً ما قيل من أن «الصفقة تمت عن طريق لى ذراع مصر»، مؤكداً أنه «لا يمكن لى ذراع مصر لأنه ذراع كل العرب»، ونفى السفير ما تردد حول استعانة «الخارجية» المصرية بالجهادى السابق نبيل نعيم للتفاوض مع الجهاديين فى ليبيا، وتابع: «ما حدث سوء فهم تطور إلى أزمة وكعادة العلاقات المصرية -الليبية هى علاقات قوية تمر بها الأزمات مرور سحب الصيف لتبقى العلاقات قوية ومتينة ومتجددة كما كانت، ولن تتأثر بما يشوبها من أزمات عابرة، ونسعى لزيادة التعاون الأمنى بين البلدين لوأد هذه الفتن فى مهدها». ومن جانبه، أكد أحمد الهلالى، نجل الملحق الثقافى المصرى الهلالى الشربينى، أن والده تحدث له مساء أمس الأول من هاتف الخاطفين، وأكد له أنه تم الإفراج عنه دون أن يعلم كيف سيعود لمصر، وإنما أكد له إخلاء سبيله من قبل الخاطفين من غرفة ثوار ليبيا، وأضاف نجل «الهلالى»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن والده طمأنه بأن صحته بخير، دون أن يعلم أى تفاصيل منه، حيث كانت المكالمة الهاتفية قصيرة جداً للاطمئنان فقط، وشدد «الهلالى» على أن والده ليست له أى علاقة بالأمور السياسية ومهتم فقط بالجانب الثقافى والفنى، حسب عمله فى السفارة.