فى تمام السادسة صباح أمس نهض من نومه وأيقظ زوجته التى رافقته طوال أربعين عاماً على السراء والضراء، واتفقا على النزول إلى ميدان التحرير للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير: «طول عمرنا مع بعض وفى الثورة نزلنا وفى ذكرى الثورة كمان نزلنا عشان نحتفل». حسن التلبانى موظف فى وزارة الإسكان، وزوجته أخت شهيد الشرطة اللواء البطراوى، قررا يوم الاحتفال بذكرى 25 يناير أن يخرجا من حالة الحزن التى طغت على بيتهما منذ وفاة اللواء البطراوى شهيد الشرطة: «قلبنا وجعنا على الشهيد وعلى كل شهداء الشرطة فى كل مكان.. دول ولادنا برضه». حسن قرر بعد أن أخذ مشورة زوجته أن ينزلا ميدان التحرير على الرغم من الانفجارات التى تشهدها مصر والتخوفات التى أكدها أولادهما خوفاً عليهما من التعرض لأى قلق: «عقدنا العزم إننا ننزل مهما كان اللى هيحصل العمر مابقاش فيه قد اللى راح وإحنا قُلنا ننزل علشان نفوض الجيش يدافع عننا». حسن وزوجته اللذان ارتديا علم مصر على ظهريهما، مكتوباً عليه «الليلة عيد»، يدركان جيداً ما تمر به مصر من محن كثيرة ولذا قررا أن يقفا إلى جانبها طوال الوقت وطلبا من الشعب المصرى أن يقف بجانب الجيش للخروج من هذه المحنة الكبيرة: «كل بيت فيه شهيد كفاية أحزان بقى عايزين نفرح العمر مبقاش فيه قد اللى راح».