سيطرت أخبار التفجيرات الإرهابية التى هزت مصر أمس الأول على تغطية الصحف الغربية للذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، فجاء معظمها متشائماً بمستقبل مصر على المدى القريب مع انحسار أحلام المصريين فى الديمقراطية التى باتت بعيدة، بعد أن أصبح خيارهم الأمن أولاً وقبل كل شىء فى حربهم مع جماعة الإخوان وحلفائها. على موقع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية رسم المستشرق الأمريكى ريموند ستوك 4 ملامح رئيسية لعام 2014 فى مصر هى: اصطفاف المصريين فى انتخابات برلمانية ورئاسية لتعزيز شرعية 30 يونيو، وزيادة موجة الإرهاب من جانب جماعة الإخوان ومؤيديها، والانضمام المحتمل للسباق النووى فى المنطقة، واستمرار معاناة الأقباط ولكن بدرجة أقل. وأوضح «ستوك» أن الاستحقاقات الانتخابية تعنى أن الجيش الذى يحظى بشعبية طاغية تحت قيادة شخصية الفريق «السيسى» الكاريزمية قد تجاوز عقبة مهمة فى طريق الحصول على القبول الدولى بعد 7 شهور من هجمات الإخوان عليه فى الداخل والإعلام الغربى -المدعوم بمواقف حكوماته- فى الخارج. صحيفة «الجارديان» البريطانية رأت فى تحليلها للذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، أن مصر باتت بعد 3 سنوات من ثورتها الطامحة للحرية والعدالة أكثر عنفاً وأقل ليبرالية. وتحدث التقرير بإسهاب عن اختفاء الأصوات الليبرالية التى قادت ثورة يناير من المشهد إما بسبب السجن مثل مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر والناشطين علاء عبدالفتاح وأحمد دومة أو الهجرة مثل وائل غنيم أو المنفى الاختيارى كما فى حالة الدكتور محمد البرادعى أو بسبب الانضمام للكثير من المصريين الداعمين للنظام الجديد، مثل الدكتور علاء الأسوانى، حسب تقدير الصحيفة، التى خلصت إلى أن المصريين تحت ضغط الفوضى ورفض الإخوان ضحوا بالحرية والديمقراطية من أجل الوعود بالاستقرار. موقع «صوت أمريكا» أكد من خلال تحقيق أجراه فى القاهرة أن التفجيرات الأخيرة تعزز من شعبية الفريق أول عبدالفتاح السيسى وتجعل منه المرشح الأنسب ورجل الساعة القادر على مواجهة العنف والإرهاب. فى «واشنطن بوست» انتقدت مديرة مركز رفيق الحريرى للشرق الأوسط، التابع لمؤسسة «مجلس الأطلسى»، ميشيل دون الموقف الأمريكى الذى اعتبرته متراخياً فى الضغط على النظام المصرى الحالى الذى يتبع سياسات من شأنها أن تبحر بمصر بعيداً عن الديمقراطية وتعيد البلاد إلى ما قبل ثورة 25 يناير. وتضيف «دون» فى المقال الذى كتبته مع «توماس كاروثرز»، الباحث بمعهد كارنيجى للسلام، أن على أمريكا، وهى تساعد مصر حفاظاً على مصالحها فى المنطقة، أن تكون واضحة فى رفضها لكل ما لا يحقق الديمقراطية الحقيقية، ولا تتظاهر بأن الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى رجت أن تكون معيبة خطوات جادة على طريق الديمقراطية الحقيقية، وتحقيق مطالب «25 يناير»، من «عيش وحرية وكرامة إنسانية».