الأستاذ والإعلامى القدير د. عبدالرحيم على. كنت معك تماماً فى فضح كل من تآمر على مصر سواء بالقصد أو بغير قصد. لا بد أن يعرف الناس كل هؤلاء، والشعب وحده الذى له الحق فى الحكم على من تآمر أو من تم تضليله. لكنى انزعجت جداً حينما سمعت برنامج «أجرأ كلام» مع الإعلامى طونى خليفة وأنت تقول فيه إن أحد الصحفيين طلب منك ألا تذكر اسم أحد الشباب لأنه كان ضمن لجنة الخمسين أو لأنه عنده فى الحزب. هذا كلام يزعج، لأن معنى هذا أنه ممكن ألا تذكر أشخاصاً بحسن نية، وهم متورطون ويدعون أنهم نادمون. ويصبحون قدوة لشباب آخرين. وممكن أن يكون هؤلاء فى يوم من الأيام مسئولين ويتم تهديدهم بفضح أمرهم ويضطرون لتنفيذ أى طلب من أجل عدم كشف ماضيهم. والأمر الآخر أن التسجيلات هذه أمانة عندك ليس من حقك أن تختزل أجزاء منها حتى لو لم يكن لها قيمة. أولاً: لأن هذا جعل هؤلاء الشباب المتورطين يشنون حملة على البرنامج واتهامه بأنه ضد ثوره 25 يناير وأن الهدف عودة الحزب الوطنى إلى المشهد، مما جعلهم يؤثرون على بعض الشباب الأبرياء الذين كانوا ثائرين بالفعل على هذا الحزب لأنه كان يسرق أحلامهم فى بلد عظيم وسلب ثرواته من أجل شلة لصوص. ويوهمونهم بوجود فرق بين ثوره 25 يناير و30 يونيو. بالله عليكم، هل شباب 25 يناير مختلف عمن نزل فى 30 يونيو ويعملون كيانات وهمية على أنهم جزأين. وماذا يزعج شباباً وطنياً فى إظهار الحقيقة؟!. لأنى فى الواقع أرى أن من لعب مع الإخوان كان واضحاً وكان معروفاً، وكان يرغب فى سلطة أو كان موهوماً بأن هؤلاء فصيل مصرى منظم وله رؤية، وهذا لا يعفيه من العقاب أو العزل من الشعب لأنه وحده صاحب الحق فى الإقصاء. ولكن فى الحقيقة الأخطر هو من كان يرتدى وجه الوطنية والصالح العام وهو يعمل مع أجهزة أخطر على مصر من الإخوان ومن أى فصيل آخر لأنها تعمل لتمكين تلك الفصائل لصالح مصالحها وتدمير ماضينا وحاضرنا. رسالتى لأبنائى من الشباب الآن: لا تنخدعوا فى من يريد سرقة مستقبلكم بتصدير أفكار هدامة تفرق بين المصريين، فالذين نزلوا فى 25 يناير هم الثوار، وعندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولى عليها فصيل ما خرج نفس الثوار وأزيد من الشعب المصرى لإنقاذ مصر من تفتيت وحدتها والحفاظ على هويتها، فكلتاهما ثورتان لصالح مصر، فهما إرادة شعبية. لا تحاولوا إلهاء الناس عن فسادكم وإيهامهم أنكم حماة الثورة إذا كنتم أبناء مصر لا تفرق معكم المسميات بمقدار النتائج. يا رب نجّ مصر من أعدائها الظاهرين والأخطر المتملقين والطامعين. الآن الشعب يعلم تماماً أن الشعارات التى بثها الإخوان فى الميدان لن تفرق معنا. مثال «يسقط حكم العسكر»، فمصر ليس بها عسكر لأن جيشها جيش وطنى من أبنائها، فلا تتاجروا بالشعارات مثل المتاجرة بالدين. أو أنكم لا تريدون حكماً عسكرياً. وما معنى الحكم العسكرى؟ الحكم يجب أن يكون لرجل وطنى مخلص من أى خلفية يحكم بدستور مدنى وقوانين مدنية تحترم حقوق الإنسان وتحافظ على حقوقه وكرامته وتحقق أهداف الثورة. فلا تصدروا لنا هذه الأفكار فهى مرفوضة. كما أننى أثق أن هؤلاء قلة من شباب مصر ولكن صوتهم عال. وأما الكثير من شباب مصر فيعمل فى صمت وحب، وإن السواد الأعظم من الشباب شارك فى الاستفتاء وفى مواقع كثيرة دون الظهور والشو الإعلامى الكاذب، فهم هدفهم الأول والأخير مصر الأم. حماكم الله لمصر.