أبداً ما خطف الإخوان «ينايرنا»، حباً فى الله كما قالوا بل كان حباً فى الحريم، فى النسوان يعنى، وما سرقوا الثورة منذ سنين ثلاثة كىّ يؤسلموها، أو يردوها إلى دين الله كما ادعوا، أبداً أبداً، ، بل ليردوها لجاهليةٍ سبقت دين الله.. حيث المرأة متعة وسبية وخليلة وأمة وموءودة فى دار السيد.. كانت الخناقة فى ميدان التحرير 2011 بين مصريين انتفضوا فى 25 يناير لتحرير مصر، وبين نصابين وتكفيريين استغلوا الثورة والثوار وصولاً للسلطة والثورة والجوارى الحسان.. طيب فين الدين هنا؟ ما فيش.. وكأن شعار «الإسلام هو الحل»، ما صنعوه إلا «ليحلوا» المصريات من عهودهن وعقولهن ووعيهن وعرفهن وميراثهن وأخلاقهن.. وكأنهم ما قطعوا طريقهم من الدنيا إلى الآخرة إلا ليختصروا الدين فى زوجات أربع وما ملكت أيمانهم و77 من حور العين.. طيب فين الجهاد هنا؟ جهاد النكاح. للدرجة دى بيحبوا الستات؟ آه يا أختى.. أختى التى خرجت الأسبوع الماضى فى الاستفتاء على دستور مصر لتحرر نفسها من أسر الجماعة أولاً.. أما ثانياً فكان لاستعادة ثورة يناير، وثالثاً كان خروجاً لما اعتقد الجميع أنه كان أول أسبابها. عارف إيه الفرق بين 25 يناير 2011، وبين 30 يونيو 2013؟ إن 25 يناير كانت حكاية كل مصرى وضميره، أما 30 يونيو فهى حكاية ضمير كل مصرى.. لهذا تشرذم المصريون بعد الأولى وتآلفوا بعد الثانية. فما الذى كان غائماً ومبهماً أمام ناظرينا 3 سنواتٍ، ثم صار صحواً وجلياً الآن؟ الإجابة هى المرأة.. فهل أخبرك نبأ الخروج النسائى الكاسح للاستفتاء على دستور مصر 2014 بالإجابة؟ المرأة هى التى كشفت الخناقة الحقيقية على الثورة الأولى، فقد كانت خناقة على الفحولة، على فكرة إعادة ترسيخ مصطلح الرجل الشرقى، إزاى؟ أقول لك. ما إن قامت ثورة يناير 2011 (يا دوب 18 يوم) حتى أسرها واستعبدها «ذكور» مصر -وليس رجالها- «فحول» التيارات الرجعية، وأغلقوا دونها الأبواب موصدةً فى وجه من خرج أساساً فى 25 يناير لتحريرها!! وكأنها قامت لوأد النساء.. فهل كان رجالة' جماعة الإخوان وحلفاؤهم ينتظرون يوماً كهذا كى ينقضوا على الفريسة ليعيدوها إلى كهفها القديم أمةً أجيرةً يستعيدون فيه فحولتهم المستعارة المغشوشة ويمارسون قوتهم من ضعفها وجبروتهم من ذلها فى إحياء -ذكريات فالصو- للفحولة العربية القديمة؟ فما إن سرق الإخوان وسلفيوهم 25 يناير حتى اشططت أفكارهم للعصر الجاهلى وراحوا يبحثون عن قوانين وأعراف لختان الإناث وتزويجهن فى التاسعة، ثم فى برلمانهم أخفوها عن الناظرين ورمزوا لها بالوردة أو بالجزمة، لا فرق، فلا تصدق أبداً أن الإخوان عندما حكمونا عاماً أغبر قد قسمونا إلى مسلمين وكفرةً، لا، بل إلى ذكور وإناث حتى إنهم أثناء حكمهم قد خصصوا جمعةً واحتفاليةً لاغتصاب النساء فى ميدان التحرير (شفت أوسخ من كده؟)، الحكاية كانت كيفية سحق آدمية المرأة وعودتها لحظائر الذكر، لأجل ذلك كله بدا هذا الخروج الثورى الهائل للمرأة من القفص يومى 14 و15 يناير، نعم كان استفتاء وكان ثورةً نسائيةً مصريةً أخذت الرجالة' فى سكتها لاستعادة البلد واستعادة الرجل المعتقل والمربوط فى حبل ذكور 25 يناير. طيب، كيف استثمر الغرب والأمريكان دمج هيجان الذكور العربية داخل ثورات الشعوب العربية، فيما سمى بالربيع العربى؟ الإجابة بعودة أحلام الخلافة والتى تعنى للجهلة شيئين: الإماء والغلمان.