في ليلة قمر ساطع ...وهدوء يسود أرجاء المكان... ونجوم ساطعة في السماء أخذت طفلة في العاشرة من عمرها بكرسي خشبي وكوب من الشاي الساخن وذهبت إلى شرفتها الصغيرة وأخذت تضيء مصباح شرفتها بإصبعها الصغير.. جلست ثم أخذت أول رشفة من الشاي الذي تحبه.. وبدأت تحدق بعينيها البريئتين إلى السماء لبضع ثواني.. ثم تركت لخيالها العنان ونسيت أنها في منزلها الصغير ونسيت كوبها الساخن ثم أغمضت عينيها كي تحلم فأخذها خيالها حتى أنها كانت تتخيل في السماء زرق المياه الصافية نظرًا لكثرة عشقها لمياه البحار. شعرت أنها تسمع بأذنيها الجميلتين رنين الأمواج حتى إنها لم تشعر أنها جالسة في شرفتها الصغيرة فأخذت تتخيل فرحها وضحكتها ولعبها وهي جالسة على الرمال الصفراء لتصنع أجمل بيوت وقلاع وهي راكبة في مركب صغير وتطير به بين الأمواج العالية ومع خيال أكثر مع والدها وهما يلعبان وعيناه لا تلتف عنها خوفًا من أن تغرق تتذكر وهي ماسكة في عنق والدها خائفة من أي موجة تلقيها بعيدًا عنه وهي تضرب في وجهه المياه فيضحك ويضمها إليه مرة أخرى ولكن سرعان ما تدمع عيناها لفقدان والدها فتتفتح عيناها الصغيرتان ببطء شديد. وهي تقول بصوت مكتوم أنا لا أستطيع أن أذهب هناك مرة أخرى دون والدي وتتمنى لو كان والدها بجانبها حتى لا يصبح ما ترغب فيه مجرد أمنية ثم تطفئ المصباح وتدخل غرفتها لتنام بعد حلم لم يستمر سوى بضع دقائق