"جدد حياتك.. ابدأ الآن.. اعمل مهما كان عملك بسيط، المهم أن يكون ذات تأثير".. ماسبق مقطع من حلقة لداعية إسلامي في أحد برامجه، الصراحة، الكلمتين دول أثرو فيا جدًا، ولكن كان لصديقي رأي آخر، فأدلى بدلوه، وقال: "أنا مش مقتنع بهذا الشخص كداعية، وده لأنه خرج عن نطاق الدعوة واهتم بالأمور الدنيوية". إلى هنا انتهى الحوار بيننا، ولكنه ترك في عقلي تساؤلات ممتدة لا تنتهي.. الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نعبده وأيضا نعمر فى الكون، إذن، هذا أمر صريح بالعمل، مش بس كده، لا ونتقن العمل كمان.. إذن فالدعوة ليست فقط صوم وصلى وانتهينا، الدعوة صلي وصوم وحب الله ورسوله وأنشر الخير، وكمان اعمل واتقن عملك وعمر في الكون. نأتي إلى المظهر الخارجي للداعية، الذي كان هو الآخر نقطة اعتراض لصديقي، فالداعية الذي يلبس البدلة والجرفات والقميص والتيشيرت، على حسب قوله، خرج عن نطاق المشايخ وتنازل عن وقاره.. دعونا نكون صرحاء، هناك شريحة ليست هينة من الناس، وخاصة الشباب يعانون من ضعف الوعي بالأمور الدينية، طب الداعية في الحالة دي يتعامل معاهم إزاي؟ يتواصل معاهم إزاي؟ يحاورهم ويناقشهم ويرشدهم ويقنعهم إزاي؟. هنا يلزم الأمر، أن يتبسط الداعية في أسلوبه ومظهره، ليس هنا خروج عن الوقار، وإنما لكي يصبح وجهه قريبًا ومقبولًا لدى هذه الشريحة من الناس، يبسط لهم الأمور، ويتحدث بالحسنى وليس بأمور الترهيب والتكفير.. يربط لهم العمل بالجزاء، ويرشدهم إلى أن الدين رحمة، وعلاقة حب لا تنقطع بين العبد والخالق عز وجل. هذه هي مهمة الداعية، لا أن يصور لهم الدين على أنه مجموعة أوامر يصعب تحقيقها، وفي النهاية ستلقى مصيرك الأليم، نرى هنا، أن الترهيب يخلق نفور الناس عن الدين، وهنا توسع الفجوة أكثر بين الإنسان والتدين. خلاصة القول.. الدين يسر.. لا عسر، وإن كان لصديقي رأي آخر.