حذر وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن، اليوم، من أن مكانة الاتحاد الأوروبي بدأت تتراجع أمام تقدم الصين والهند، مطالبا بضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة لوقف هذا التراجع . وأكد أوزبورن- في كلمة له أمام معهد "أوبن يورب" البريطاني، أن الفشل في إدخال الإصلاحات الضرورية على مؤسسات الاتحاد الأوروبي، سيطرح أمام بريطانيا خيارين لا ثالث لهما إما بالانضمام إلى عملة اليورو أو الانسحاب كلية من المنظومة الأوروبية. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن الوزير البريطاني، أوضح أن السوق الأوروبية المشتركة، تعاني من تدهور كبير في تنافسيتها الاقتصادية وتأثير النفقات الكبيرة على أنظمة الإعانة الاجتماعية، مضيفا أن الاقتصاد يظل إحدى الركائز الأساسية التي قام عليها الاتحاد الأوروبي الذي عرف سابقا بالسوق الاقتصادية الأوروبية المشتركة. وبين جورج أوزبورن، أن أوروبا يقطن بها 7%، من مجموع سكان العالم ويمثل اقتصادها 25 %، من الاقتصاد العالمي بيد أن ميزانية أنظمتها الاجتماعية تمثل نصف الميزانية الدولية المخصصة للإعانات الاجتماعية ، مشيرا إلى أن أكبر خطر اقتصادي يواجه الاتحاد الأوروبي لا يأتي عبر من يطالبون بالإصلاح وإعادة المفاوضات وإنما من الفشل في تطبيق الإصلاحات والإبقاء على حالة الجمود التي فرضت على الشعوب الأوروبية العيش في ظل الأزمة الاقتصادية والتقهقر المتواصل. وأضاف المسؤول البريطاني، أن أوروبا الآن تواجه خيارين إما الإصلاح أو استمرار التراجع، مشيرا إلى أن بلاده أثبتت في أكثر من مرة قدرتها على إعادة التفاوض حول عدة قضايا أهمها تقليص ميزانية الاتحاد الأوروبي التي تمت الموافقة عليها بالإجماع العام الماضي، مشيرا إلى أن الحكومات الأوروبية كانت تدرك مشكلة تراجع تنافسية الاتحاد منذ عدة سنوات لكن الأزمة المالية العالمية في 2008 ، زادت الأزمة وضوحا وتعقيدا.