سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالمستندات.. تفاصيل دخول العجول الأسترالية المهرمنة مصر الشحنة الثانية خرجت من ميناء بورم بأستراليا متجهة للسخنة وبعد اكتشاف الهرمونات بالشحنة الأولى تم تغيير اسم الشركة الموردة وتحويل مسارها للأدبية
نجحت «الوطن» فى الحصول على ملف كامل من المستندات يتضمن كل القرارات والإجراءات التى تمت فى شحنة العجول الأسترالية المهرمنة، والبالغ عددها 32 ألف رأس، حيث كشفت كل من تورط فى دخول تلك الشحنة للبلاد. بدأت الواقعة بإصدار قرار من المهندس محمد رضا إسماعيل، وزير الزراعة السابق، يحمل رقم 360 لسنة 2012، وذلك بتاريخ 26 مارس 2012 بتشكيل لجنة بيطرية للسفر لدولة البرازيل لجلب 20 ألف رأس عجل بغرض الذبح الفورى، وتشكلت اللجنة من الدكتور كمال الدين محمود محمد عيسى، والدكتور شريف أحمد شحات عطا، والدكتورة صابرين رمضان صابر، وجميعهم من الهيئة العامة للخدمات البيطرية. وأصدر الوزير قراراً جديداً بعد مرور 3 أيام فقط وبالتحديد فى 29 مارس 2012، يحمل رقم 501 لتحويل وجهة اللجنة من البرازيل لأستراليا لأسباب غير معلومة، وذلك للإشراف على اختيار 25 ألف رأس عجل بغرض الذبح الفورى، و15 ألفاً أخرى من أجل التسمين فى المزارع المصرية. وشدد الوزير على ضرورة التأكد من توفر الشروط الاستيرادية بالحيوانات قبل شحنها لمصر، والمتمثلة فى ألا يزيد عمر الحيوان على 30 شهراً، ولا يقل وزنه عن 300 كيلو، والتأكد من خلوه من أى أمراض وبائية، وأكد قرار الوزير أن الشحنة بالكامل لحساب شركة السخنة للثروة الحيوانية. وبالفعل سافرت اللجنة لأستراليا بتاريخ 24 مايو 2012 وقامت باختيار 31 ألفاً و306 رؤوس من منطقتى (فريمنتل) و(بروم)، وأكدت اللجنة فى تقريرها أنها قامت بفحص العجول قبل اختيارها فحصاً دقيقاً، وتبين لها أنها بصحة جيدة للغاية وتخلو من أى أمراض وبائية، وتجاهلت اللجنة حقن العجول بالهرمونات، مما يؤكد أن تاريخ حقن العجول أصبح مجهولاً ويمثل خطورة بالغة على الشعب المصرى فى حال دخول تلك الحيوانات للبلاد. ومن جانبها، أكدت السلطات الأسترالية، أن العجول بصحة جيدة، وأكدت فى الشهادة الطبية المرسلة للخدمات البيطرية أن العجول خالية من مرض (bovine tuberculosis) والخاص بالسل البقرى، رغم تأكيد الدكتور لطفى شاور، مدير مجازر السويس، اكتشاف عدد من الحالات بالشحنة وإعدامها وكلفت السلطات الأسترالية طبيباً بيطرياً أسترالياً لمرافقة الشحنة حتى وصولها مصر. وبعد شحن العجول على العبارتين (ندا) و(شتا) خرج الدكتور كمال الدين محمود، المكلف بمرافقة الشحنة الأولى، التى تم شحنها على العبارة ندا والبالغ عددها 16 ألفاً و870 رأساً، والتى انطلقت من ميناء فريمنتيل بتقرير أكد من خلاله أنه تابع باهتمام خلال عملية الشحن حالة العجول ووجدها جيدة جداً، وأكد بالتقرير أنه تلاحظ له الاهتمام الكبير من الجانب الأسترالى بالحيوانات من حيث النظافة وتقديم أجود أنواع الأعلاف لإطعامها، موضحاً أن الشحنة وهى فى طريقها لميناء السخنة نفق منها 27 رأس نتيجة للتغيرات الجوية. وحصلت وزارة الزراعة على تعهد كتابى من اللواء محمد يوسف المدير التنفيذى لشركة السخنة للثروة الحيوانية والمسئولين عن العبارتين ندا وشتا بالالتزام بتفريغ الشحنة فى ميناء العين السخنة وعدم تغيير مسارها أو الانتظار فى أى ميناء أثناء الرحلة. ووصلت الشحنة الأولى لميناء العين السخنة بتاريخ 12 يوليو 2012 وتم تشكيل لجنة فى اليوم التالى لوصولها لعمل فحص ظاهرى للعجول والتى تكونت من الدكتور مصطفى أبوالحمد عبدالحافظ، والدكتور محمود سعد الخضرى من هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، ومن الحجر البيطرى انضم للجنة الدكتور شحاتة عبدالله محمد والدكتور طارق محمد أحمد، وأقرت اللجنة فى محضر الفحص أنه بالكشف الظاهرى وجدت جميع الحيوانات بصحة جيدة ولا يبدو عليها أى أعراض لأمراض وبائية، وبناءً عليه ترى اللجنة أنه لا مانع من تفريغ الشحنة وترحيلها إلى محاجر السخنة. وتشكلت لجنة بيطرية أخرى بعد وصول الشحنة الحجر البيطرى بالسخنة لفحص العجول تكونت من الدكتور صلاح حسن الشبينى مدير إدارة الحجر البيطرى ببورسعيد، والدكتور ألبير جاد الله عوض وعبدالحميد سامى من الحجر البيطرى ببورسعيد، ومن إدارة الوقاية بالهيئة العامة للخدمات البيطرية الدكتور طارق محمد عبدالحى وخالد محمد مرسى وأحمد سامى محمد، بالإضافة إلى الدكتور محمد الفاتح أحمد مدير عام الحجر البيطرى بالسويس وجنوب سيناء، ومن إدارة الحجر البيطرى بالسويس الدكتور شحاتة عبدالله محمد وأبوالحسن محمد أحمد وحسام الدين إبراهيم وطارق محمد أحمد بجانب الدكتور كمال الدين محمود، الذى رافق الشحنة من أستراليا لمصر. ومن المخالفات الصارخة أن الموافقة الاستيرادية الصادرة من لجنة المشتريات الخارجية للمستحضرات البيطرية أكدت فى البند السادس من تقريرها حول الشحنة والصادر فى 11 يوليو 2012 أنه بعد وصول الرسالة إلى الأراضى المصرية يتم حجز الحيوانات بمحجر العين السخنة واتخاذ كافة الإجراءات المحجرية المتبعة ويتم ذبحها بمجزر العين السخنة على ألا يدخل البلاد إلا (لحومها فقط) ومع ذلك قام المسئولون بتهريب 14 ألف عجل حى لمحجر وادى الملاك بالإسماعيلية. ورغم هذا العدد الكبير من الأطباء والمتخصصين خرج تقرير اللجنة ليؤكد أن العجول بصحة جيدة وخالية من أى أمراض وبائية ولا مانع من تفريغ الشحنة بحظائر الحجر البيطرى بالسخنة، تمهيداً لذبحها ولم يتمكن دكتور واحد منهم من اكتشاف ولو حالة واحدة تثبت حقن العجول بالهرمونات. وبعد البدء فى عملية الذبح بتاريخ 22 يوليو 2012 والانتهاء من ذبح 844 رأساً، اكتشف الدكتور لطفى شاور مدير مجازر السويس، والدكتور محمود عبدالوهاب طبيب بيطرى أول، علامات حقن العجول بالهرمونات ووجود كبسولات الحقن تحت أذن العجول فقاما بتصويرها والتحفظ على بعضها. وأرسل الدكتور محمود عبدالوهاب مذكرة للدكتور يوسف شلبى رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى والفحوص بتاريخ 29 يوليو 2012، أكد خلالها أنه وردت معلومات تفيد أن العجول الأسترالية يتم حقنها بالهرمونات لزيادة الوزن من دولة المنشأ، وأن تلك الهرمونات تمثل خطورة بالغة على الإنسان وتصيبه بالسرطان والعقم لدى الرجال فى حال تناول تلك اللحوم، وطالبت المذكرة بسحب عينات من العجول لتحليلها بمعامل وزارة الزراعة وإيقاف الذبح لحين خروج النتيجة. ورغم ذلك تأخر الدكتور يوسف شلبى رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى فى إصدار قرار بوقف الذبح، حيث أصدر القرار بتاريخ 13 أغسطس 2012 أى بعد المذكرة التحذيرية من الذبح ب15 يوماً كاملة وأرسله لمدير عام الحجر البيطرى بشرق الدلتا وسيناء، وطالب بإخطار مديرى الحجر البيطرى بالسويس والعاشر من رمضان وإصدار خطاب بذات التاريخ لإبلاغ الجهات الأمنية بالسويس والإسماعيلية لتأمين الشحنة. وقبل وصول الشحنة الثانية على متن العبارة (شتا) والتى تضم 14 ألفاً و839 رأساً لميناء السخنة، رغم أن تقسيم الشحنة لدفعتين مخالف لقرار الوزير، وصلت المعلومات للموردين باكتشاف حقن العجول بالهرمونات فتوصلوا لمخطط لتهريب الشحنة الثانية، حيث غيروا اسم الشركة المستوردة من شركة السخنة للثروة الحيوانية إلى شركة الإيمان للاستيراد والتصدير، رغم أن بوليصة الشحن وجميع الأوراق الرسمية تؤكد أن الشحنة خرجت من أستراليا باسم شركة العين السخنة للثروة الحيوانية، خاصةً أن أستراليا بدأت تصدير اللحوم الحية لمصر عام 2009، واشترطت أن يكون التصدير لمجزر العين السخنة فقط لتضمنه جميع الاشتراطات الدولية. ولكن مستوردى الشحنة ومعهم مسئولو المحاجر البيطرية لجأوا لهذه الحيلة حتى يتسنى لهم الدخول بالشحنة الثانية لميناء الأدبية، ومنه يتم تهريب العجول لمزارع وادى الملاك حتى تأخذ وقتها للتخلص من الهرمونات، هذا رغم تعهد كل من المدير التنفيذى لشركة السخنة كتابياً، وقبطان العبارة بأن الشحنة ستدخل ميناء السخنة دون غيره. والمصيبة الكبرى أن الدكتور يوسف شلبى فى البداية كانت كل مخاطباته تؤكد أن الشحنتين تابعتان لشركة السخنة للثروة الحيوانية وبعد اكتشاف الهرمونات ذكر فى خطاب وقف الذبح المرسل لمدير عام الحجر البيطرى بشرق الدلتا والصادر بتاريخ 13 أغسطس أن الشحنة الثانية تابعة لشركة الإيمان للاستيراد والتصدير فى تصرف غريب عليه العديد من علامات الاستفهام.