اختلطت أصوات السيارات بأصوات أجهزة التلفاز المنتشرة في المقاهي بمنطقة (العرب) بالمعادي الجديدة، فلم يعد في مقدور أي شخص أن يميز بينهما من فرط الإزعاج.. المقاهي ترفع صوت التلفاز وكأن روادها من الصم.. وسائقو السيارات أيديهم ملتصقة بآلات التنبيه بواسطة لاصق قوي.. أصوات السائقين تعلو لتنافس باقي الأصوات في ملحمة ضوضائية مرهقة.. أما فريق الشباب فمشغول بلعب الطاولة والدومينو والاستميشن.. يعلو وجوههم تعبير واحد (خيبة الأمل)، ينظر أحدهم إلى زميله الذي يتصفح الجريدة. هو: هاه.. مفيش أي حاجة؟ يجيبه الآخر في إحباط تام، وهو يناوله الجريدة.. زميله: مفيش يأخذ منه الجريدة ويحاول يائسًا، ثم تلمع عيناه ويلكز صديقه بلطف.. هو: أومال إيه ده زميله: هوه إيه ده؟ يقرب منه الجريدة.. هو: شغل ده ولا مش شغل؟ زميله: هوه فين ده؟ هو: اسمع يا سيدي.. تعلن حديقة الحيوان بالجيزة عن حاجتها لحارس لقفص القرود بمرتب معقول زميله (متهكمًا): بذمتك دي شغلانة؟ هو: مش أحسن من مفيش؟ زميله: يعني بعد كل الهم ده نشتغل غفرا.. ولقرود كمان؟ هو: يعني هوه إحنا كنا لقينا غيره وقلنا لأ؟ ما إنت شايف زميله: بس هو (مقاطعًا): مفيش بس.. إحنا مش لاقيين ناكل.. يعنى عاجبك قعدتنا دي؟ زميله: والله أحسن من شغلانة القرود دي.. ينفع أكون مش لاقي تمن كيلو موز، واحرس قرد بياكل كل يوم تمانية تسعة كيلو؟!! هو: بقولك إيه.. قرود نسانيس أنا رايح، هاتيجي معايا ولا لأ؟ زميله: لأ هو: يا ابني تعالى زميله: يا عم أنا عندي أقعد في البيت أحسن هو: آه وتنزل بالليل تقعد على القهوة.. وتاخد من أبوك حق المشاريب وتستلف السجاير من صحابك زميله: مش أحسن ما استلف الموز من القرد؟ هو: عمومًا وفرت.. هما طالبين واحد بس مش اتنين زميله: ربنا معاك يأتي صبي مهرولًا وهو يصرخ: البلدية البلدية ينهون حديثهم ثم يبدأون في إدخال المقاعد إلى داخل المقهى كما تعودوا هم ومعظم رواد المكان.