بدأت القوات اليمنية تنتشر في محافظة صعدة شمال اليمن، اليوم، لمراقبة وقف إطلاق نار تم التوصل إليه بين المتمردين الشيعة الحوثيين وسلفيين متشددين. والاتفاق جاء نتيجة جهود لجنة رئاسية لإنهاء القتال الذي اندلع في أواخر أكتوبر حول مركز تعليمي سلفي في منطقة دماج الواقعة في ضواحي مدينة صعدة، معقل الحوثيين. ويخوض المتمردون الحوثيون الشيعة والقبائل الموالية لهم معارك دامية مع القوى الرئيسية في قبائل حاشد النافذة موسعين مناطق سيطرتهم في شمال البلاد. لكن خلال الأشهر الماضية تمددت رقعة المعارك بين الحوثيين وخصومهم من السلفيين وآل الأحمر الذين يتزعمون تاريخيا قبائل حاشد، في محافظات الجوف على الحدود مع السعودية وحجة على البحر الأحمر وعمران في شمال صنعاء، إضافة إلى أرحب في شمال صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة. وقال مسؤول أمني مركزه "صعدة"، لوكالة "فرانس برس"، إن "القوات بدأت تنتشر في مناطق محيطة بدماج"، مشيرا إلى أن بعض المسلحين لم يخلوا مواقعهم بعد. واتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في وقت متاخر أمس، ينص على وقف إطلاق نار شامل في منطقة دماج وأن يسمح الجانبان بدخول مراقبين فورا إلى منطقة الصراع، تمهيدا للخطوات التنفيذية التي ستبدأ السبت. وأوضح بلاغ مشترك عن الطرفين نشرته وسائل الإعلام الرسمية اليمنية مساء الجمعة، أن الاتفاق جاء "استجابة لنداء السلام الذي أطلقه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وثمرة لجهود اللجنة الرئاسية والعسكرية والنيابية والوساطات الاجتماعية والقبلية". وصرح يحيى منصور أبو إصبع رئيس لجنة الوساطة الرئاسية، بأن الاتفاق يقضي "بإنهاء المظاهر المسلحة للطرفين وسحب عناصرهما من المناطق والجبال المحيطة بمنطقة دماج، وتسليمها إلى سرايا من قوات الجيش تتولى مراقبة التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق". وأضاف: "كما يقضي بفتح الطرق الرابطة بين مدينة صعدة ومنطقتي الخانق ودماج وتسليمها إلى قوات الأمن ومراقبين قبليين". وارتفعت حدة التوتر بين الحوثيين والسلفيين في شمال اليمن على وقع استعار العنف الطائفي عموما بين السنة والشيعة في المنطقة. و"صعدة" هي معقل التمرد الحوثي الشيعي الذي خاض ست حروب مع الحكومة اليمنية منذ 2004 ويشارك حاليا في العملية السياسية الانتقالية. والمركز التعليمي السلفي الواقع في دماج هو في صلب نزاع مستمر منذ سنوات عدة بين الحوثيين الشيعة والسلفيين السنة. وتحالف قبائل حاشد هو الأكثر نفوذا تاريخيا في اليمن وشكل السند الأقوى للحكم في صنعاء، وهو بزعامة أبناء الزعيم القبلي الراحل عبدالله الأحمر.