مما لا شك فيه أن مصر تعانى مشكلات عديدة فى كل القطاعات. ومشكلة الكهرباء مشكلة متوقعة، لكنها زادت فى الآونة الأخيرة. وذلك يرجع إلى عدة أسباب، أهمها ارتفاع درجة حرارة الجو واستخدام الأجهزة المتنوعة من المراوح وأجهزة التكييف وأيضاً استخدام مواتير المياة فى أغلبية العقارات السكنية وتعليق فروع النور فى كل الشوارع والحوارى والأزقة بمناسبة الأعياد والمناسبات المختلفة، وأيضاً سرقة الكهرباء المتعمدة من الباعة الجائلين فى كل الأحياء. وزاد وغطى تصدير الكهرباء إلى غزة، مع كل الاحترام والتعاطف مع أهلنا فى غزة، لكن عندنا مثلا شعبيا شائعا يقول: «اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع» وعندما أطل علينا رئيس الوزراء فى أول أزمة تواجه حكومته، وهى انقطاع الكهرباء الدائم، قال عبارته الشهيرة: انقطاع الكهرباء الآن اختيارى وبعد ذلك سوف يكون إجباريا.. أنا لا أعلم ماذا يعنى بهذه العبارة ويطرح علينا حله السحرى لمشكلة انقطاع الكهرباء أن نرتدى الملابس القطنية وأن تجلس كل أسرة فى غرفة واحدة. بالله عليك إذا كانت المشكلة فى المياه فماذا نعمل على سبيل المثال فى «الاستحمام»؟! وإذا كانت المشكلة لا قَدر الله فى الصرف الصحى ماذا سيكون الحل؟ وأيضاً ما الحل فى مشكلة رغيف الخبز: أن يأكل المواطن المصرى نصف رغيف أم أن يأكل وجبة ويترك الأخرى؟ وإذا كانت الحلول بهذه السهولة فما دور الحكومة؟ أليس من واجبات الحكومة أن تدير الإمكانيات المتاحة وتضع الحلول المناسبة لكل المشاكل؟ ألم توجد العديد من المشروعات على الأرفف باستخدام الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) أو إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء؟ أنا أعلم أن تكلفة إنشاء محطات الكهرباء كبيرة وتحتاج إلى مدة تتراوح بين عامٍ وأكثر؛ لذا يجب علينا أن نضع المشكلات وحلولها والبرنامج الزمنى لإنجازها أمام الناس بمنتهى الوضوح والشفافية حتى يمكنهم تحمل المشكلة على أمل حلها. أنا معك يا سيدى أن الناس فى هذا الجو شديد الحرارة يجب أن ترتدى الملابس القطنية.. هل تعلم حضرتك أن الملابس القطنية غالية الثمن على الأسرة المصرية المكونة على الأقل من خمسة أفراد بالمقارنة بما تتقاضى من أجر ضئيل؟ وأصبحت تستخدم الملابس المستوردة من الصين وغيرها التى لا يتجاوز ثمنها ربع ثمن الملابس المحلية. وهنا أسال سيادتكم: هل كل الحلول لمشاكلنا سوف تكون على نفس هذا النمط، يصب حلها فى جانب المواطن المصرى؟ من هنا نستبشر خيراً.