ليس عيبًا أن يحاول رئيس الوزراء د.هشام قنديل أن يبتكر حلولاً غير تقليدية للتغلب على أزمة انقطاع الكهرباء.. وليس جرمًا أن ينصح الشعب المصرى بارتداء الملابس القطنية وترك كل غرف المنزل، والتجمع فى غرفة واحدة توفيرًا للإضاءة واستخدام أجهزة التكييف. لكن العيب كل العيب أن سيادة رئيس الوزراء الذى طالبنا بإعطائه الفرصة دون أن نجد لسيادته أى «كرامات» سابقة قبل وزارة الرى، أو أى «إنجازات» مضيئة «غمرت» الترع والمصارف أثناء توليه وزارة الرى، أقول: إن العيب أن ينتهج الرجل سياسة سابقيه من ذوى الياقات البيضاء والدم الأزرق الذين يحملون الشعب.. الغلبان.. المقهور.. الصابر على ما ابتلاه ربه من مسئولين.. مسئولية الانقطاع الدائم والمتواصل والمتكرر – حسب المنطقة – للتيار الكهربائى؛ ليصبح الحل أن يرتدى المصريون الملابس القطنية، ويتبعوا نصيحة «الشاهد إللى ما شفش حاجة» بأن يتركوا المنزل كله و«يتكوموا» فى «أوضة» واحدة. أو لم يسأل السيد الدكتور رئيس الوزراء نفسه، هل قامت الثورة لتحقق شعار: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية، أم أن سيادته سمعه: عيش.. حرية.. ملابس قطنية؟، وهنا يبقى العتب على السمع!! هل ستحل الملابس القطنية مشكلة انقطاع الكهرباء التى ساهمت فى رفع خسائر بورصة الأوراق المالية إلى أكثر من 2400 مليون جنيه الأسبوع الماضى، طبعًا بالإضافة لعوامل أخرى متعلقة بالأمن وتراجع الاستثمار وثقة المستثمرين؟ انقطاع الكهرباء أدى لتعطل مترو الأنفاق، وتباطؤ عمل أجهزة الكمبيوتر، وتسبب فى إعطاء صورة سيئة جدًا عن البنية الأساسية فى مصر بعد الثورة، ولا يقول لى أحد إن «الموجة الحارة» فاجأتنا! ولم نكن مستعدين، وأن استخدام أجهزة تكييف الهواء فى بيوت المصريين زاد «الحمل» الكهربائى، الأمر الذى حرم الفقراء حتى من استخدام «المراوح» الكهربائية، واضطرهم لتنفيذ نصيحة رئيس الوزراء «مضطرين»، مع «تحميله» مسئولية ما سينجم عن ذلك كاملة!.. ولا يشتكى بعد ذلك من زيادة عدد السكان! هل سيتحمل السيد الدكتور رئيس الوزراء الهجمة الشرسة التى يتعرض لها على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب نصيحته «العفوية» التى تنم عن نقاء سريرة.. وبياض قلب.. و«طيبة» غير مطلوبة فى زمن الحلول العملية، والإنجازات العملاقة، ونزول أجهزة الاستكشاف على سطح المريخ، بعد أن «شبعنا» زيارات للقمر؟ أتمنى ذلك.. وأتمنى أن يتعظ كل مسئول فى موقعه، وإذا شك فى كلامى فما عليه سوى الدخول على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» وكتابة (هشام قطونيل #)! الحقيقة يا سادة أن لدى مصر كل مقومات إنتاج الطاقة البديلة، ومع ذلك لا يتم توجيه استثمارات الدولة أو القطاع الخاص إليها بشكل كافٍ.. لدينا شمس مشرقة ساطعة طوال العام، تكفى لتوليد طاقة تغطى حاجة قارة إفريقيا.. لدينا هواء يصفر فى الصحراء التى تبلغ مساحتها 94 % من مساحة مصر، يمكنه توليد طاقة تكفى دول حوض البحر المتوسط.. لدينا بحران عظيمان أحمر ومتوسط يمكن لحركة أمواجهما أن تولد كهرباء تغطى حاجة مصر وتفيض. وأخيرًا ودون أن أتكلم فى السياسة هذه المرة، لدينا غاز وسولار نصدرهما للدول الصديقة و«العدوة» أيضًا لكى نضىء لهم الطريق، وتبقى مصر.. منورة بأهلها.. مش كده ولا إيه يا دكتور «قنديل»!! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66